هي بعض المعتقدات عند الرجال والمجتمعات التي تقول: إن المرأة أثناء حيضها تكون بحالة نجاسة أو جنابة، فيجد الزوج نفسه وقد حرّم على نفسه الاقتراب من زوجته أو ملامستها وهي في مرحلة الطمث، دون أن يجد لنفسه مبررات علمية ولا نفسية لتلك المسألة التي لا ذنب لها فيها.
من جانب الأخصائيين النفسيين فإنهم يرون أن العوامل النفسية التي تترافق مع الدورة الشهرية عند الزوجة والمتمثلة بحالتها العصبية والتوتر وصعوبة التعامل معها هي التي تنفّر الزوج من زوجته، وليست العادة الشهرية بحد ذاتها.
سيكولوجياً، يوصي هؤلاء الأخصائيون الزوج بمراعاتها وتزويدها بجرعات من التعاطف والاهتمام أكثر من أي وقت مضى، لشدة الآلام الجسدية التي تعاني منها في تلك الفترة، والتي تكون بحاجة فيها لاقتراب زوجها منها حتى وإن لم يكن بغرض قضاء حاجته الجنسية، التي قد تكون السبب في ردة فعله العكسية لعدم قدرته على الاتصال الجنسي معها.
ولأنها من الناحية العلمية، ترتفع عندها الرغبة الجنسية أثناء الدورة الشهرية، فإن أكثر ما تحتاجه من زوجها بطريقة غير مسبوقة هو الاقتراب منها أكثر وليس النفور، وهذا ما لا يقدره الزوج أحياناً.
التفسير النفسي
في فترة الحيض، والتي ينفر فيها الزوج من زوجته، فلا يأكل من طعامها، ولا يعيرها أي اهتمام، هو في الواقع يوقعون ظلماً كبيراً عليها، ويجرح مشاعرها، وكأنه يريدها بلا حيض على مدار السنة، أو كأنه لا يعلم أن هذا أمر فطري بيولوجي لا قدرة لها للتحكم به، كما يقول الأخصائي النفسي باسم التُّهامي.
والأسوأ في تلك المسألة، كما يرى، هو التصادم بينهما؛ فبينما هي تحتاج لوجوده ومساندته لها في الحالة النفسية التي تعاني منها، تجده ينفر منها ويرفضها ويهجرها في الفراش، ويقلل من التواصل معها، وصولاً إلى ترك المنزل أثناء فترة حيضها كما يحدث عند بعض الرجال، وهذا ما سمعنا عنه كثيراً.
هذه إساءة بحق الزوجة، بشكل مباشر أو غير مباشر؛ إذ إن رفضها في كل فترة حيض، مقابل قبولها في بقية الظروف المختلفة، يؤكد أن تعامله غير إنساني ولا مقبول.
ضرورة استبدال النفور بالاقتراب أكثر
لأنها مسألة ليست بيدها، يوصي التُّهامي كل زوج بتقديم أشد التعاطف والرأفة نحو زوجته، والتوقف عن طلب بذلها أي مجهود أو طاقة كبيرة، ومحاولة تخفيف العبء عليها من توفير مستلزمات المنزل ومساعدة الأطفال؛ فيما هي تمر بمرحلة من التعب والإرهاق الشديديْن، كما أن الحياة تبادلية تعاونية بين الطرفين.
وينهي التُّهامي حديثه برفض إعطاء الزوج الحق في الاشمئزاز من زوجته خلال تلك الفترة، وإذا كان الأمر رغماً عنه وخارجاً عن إرادته، يمكنه تجنب استفزازها بكلماته ونبرات صوته أو تأففه من ظرفها الصحي على الأقل.
ويدعوه ويشجعه أيضاً على الاقتراب منها والتودد لها، بدلاً من النفور منها، تجنباً لخلافات قد تنشأ جراء موقفه هذا، فينقلب السحر على الساحر، أي أنه بعد عودتها لوضعها الصحي الطبيعي ونظافتها من عادتها الشهرية هي تنفر منه وترفضه كرد اعتبار لها.
(فوشيا)