هناك عدد كبير من النساء المتزوجات حديثاً، اللواتي تسمعن الكثير من الأقاويل التي تدور حول الحمل والإنجاب، ومن أهم هذه الأقاويل الشائعة هي ضرورة تقارب الحمل والولادة، وإنجاب الأطفال دون انتظار فترة بينهما؛ بهدف تربية الأطفال مع بعضهم، ولكي يكبروا سوياً لكن أظهرت العديد من الدراسات الحديثة أن احتمالية إصابة الأطفال بأمراض نفسية خطيرة قد تصعب علاجها بعد ذلك من تقارب فترات الولادة.
مرض التوحد
من أبرز هذه الدراسات، دراسة أميركية حديثة أكدت أن تقارب الحمل بأقل من سنتين يزيد من مخاطر إنجاب طفل مصاب بمرض نفسي خطير، ألا وهو مرض التوحد، والذي تزداد نسبة الإصابة به بنسبة 50%.
ظهرت هذه النتائج بعد اطلاع الباحثين على تواريخ إنجاب الأمهات للأطفال المصابين بمرض التوحد، والذين وصل عددهم إلى 356 طفلاً.
أشارت الدراسة أيضاً إلى أن تقارب الحمل يتسبب في حدوث مشاكل لدى الأمهات في الخصوبة، بالإضافة إلى إصابة الأطفال ببعض الأمراض العصبية، والعديد من المشاكل في النمو.
تقول الدكتورة آمال رجب، استشاري أمراض النساء والتوليد، إن الأم تحتاج على الأقل لسنة ونصف قبل الحمل التالي؛ من أجل استعادة المغذيات اللازمة للحمل من جديد، وإنجاب طفل بصحة جيدة.
فإن الحمل المتقارب والتسرع بحدوث الحمل بعد مرور مدة قصيرة جداً من الحمل الأول، يؤدي إلى إنجاب أطفال مصابين بأمراض نفسية هذا فضلاً عن احتمالية إصابتهم ببعض المشاكل الصحية الأخرى، منها الإعاقة الذهنية والسلوكيات السيئة.
مشيرة إلى أن السبب في ذلك يعود إلى استنفاد حمض الفوليك عند الأمهات بعد فترة الحمل والولادة.
ولحمض الفوليك العديد من الفوائد على الأجنة، فيعمل على حمايتهم من الإصابة ببعض التشوهات، ومكافحة أمراض الجهاز العصبي.
مضيفة أن الفترة المثالية للمباعدة بين الحمل والآخر والفترة الزمنية بين ولادة الأخ الأكبر سناً والأخ الأصغر سناً، هي من سنتين إلى 5 سنوات، وذلك للحد من مخاطر مرض التوحد؛ لأن هناك رابطاً بين مرض التوحد الناجم من تقارب فترات الحمل، وبين العجز في تطور الجهاز العصبي لدى الأطفال.
(سيدتي)