مديرة مركز «مصان» نجاة سكماني: تعلّمت من الأطفال الصبر والعفوية والبساطة !

كتب: علي عطوي

على باب مكتبها علّقت ورقة مكتوبٌ عليها “لا تحدثني عن الدين كثيراً، ولكن دعني أرى الدين في سلوكك وأخلاقك وتعاملاتك” ، هي حكمة محببة إلى السيدة نجاة سكماني المديرة التنفيذية لمركز مصان الذي يُعنى بذوي الإحتياجات الخاصة، تقول في لقاء مع «نسوة كافيه»، ” هذه الحكمة تعني لي الكثير، فهي تمثّل جوهر الإنسانية بعيداُ عن المظاهر الدينيةّ ” .

رحلة كفاح خاضتها إبنة صور الطفلة نجاة، فقد وجدت نفسها مسؤولة عن عائلة مؤلفة من 7 أفراد بعمر الثانية عشر كونها البكر بين اخوتها، فبدأت بالعمل مبكراً إلى أن تخرجت من  الثانوية الجعفرية وعملت بها، بعدها انتقلت الى المهنية الجعفرية، ثم عملت كمتطوعة في مجال العمل الإجتماعي والإنساني في مركز مصان لذوي الإحتياجات الخاصة لفترة 7 سنوات، إلى أن استلمت عام 2006  قسم التنسيق التربوي وتدريجياً الإدارة التربوية، ومركز مُـصَـان هو عبارة عن وسيلة تعليمِ خاصّةِ في مدينة صور و يَعْمل منذ العام 1993 ويضم  170 تلميذاً متأخرين ذهنياً من عمر(3 – 30 سنة)، ويقوم بتوفير الرعاية النهارية للطلاب، وتقديم خدمات للتدخل المبكر للـتـقـلـيـل من حدوث الإعاقات .

تنطلق السيدة العصاميّة التي كوّنت نفسها بنفسها في الحديث عن المهارات التي يكتسبها الطلاب في المركز، إذ يخضعون إلى برامج تربوية، مهنية وعلاجية ضمن فريق متعدد الإختصاصات، غير أنّها تُبدي انزعاجها من مشكلة عدم وجود فرص عمل لهذه الشريحة من الطلاب، وتقول: ” لقد قمنا بتوظيف بعض الخريجين ضمن مركزنا، فطلابنا لديهم قدرات مهنية مميزة، لكن هناك صعوبة لإيجاد فرص عمل لهم، لأننا لم نعتد في مجتمعنا على “التنوّع” وتقبّل الآخر كما هو، فـ “البيئة” غير مؤهّلة لتقبّل هؤلاء، كما أنّ الدولة غير مبالية بهذه الفئة، إذ بإمكانها أن تفرض على المؤسسات أن تدخل 5% منهم إلى سوق العمل” .

وفي هذا المجال، تنتقد المديرة التنفيذية لمركز مصان بعض المدارس التي ترفض الأطفال الذين يعانون من بطء في الإستيعاب، مشددة على التعامل الإنساني مع هذه الحالات، داعيةً الأهل إلى الإسراع في التدخّل العلاجي لأبنائهم باستشارة الأخصائيين كي يضمنوا نتائج أسرع وأفضل، وتختم قائلة بحسها المرهف: ” لقد ميّزني الله بأن أكون إلى جانب هؤلاء الأطفال، فقد تعلّمت منهم الصبر والعفوية والبساطة في التعامل، هم لا يختلفون عنا بشيء، صحيح أنّ قدراتهم محدودة، لكنهم يستطيعون العطاء والإنتاج، غير أنهم – ولسوء الحظ – ولدوا في مجتمعٍ غير مؤهّل ! ” .

 

إن حقوق الملكية الفكرية محفوظة لمجلة (نسوة كافيه)، وخاضعة لقانون حماية الملكية الفكرية اللبناني رقم 75/99 تاريخ 03/04/1999، ولا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام المحتوى وإعادة نشره، واي تعدي على هذه الملكية يؤدي الى ملاحقة قانونية والمطالبة بالحقوق المتصلة.

شاهد أيضاً

فاطمة ياسين: طموحي أن أترك أثراً في المجتمع العلمي . . وعلى كل امرأة أن لا تتوقف عن الحلم !

استاذة جامعية تسعى لخلق وعي بيئي في مجتمعها، لديها براءة اختراع مسجلة في فرنسا، ناشطة …