كتب: علي عطوي
حذّرت المعالجة النفسية مهى حدرج من تفاقم الأزمات الإجتماعية التي تعصف بالمجتمع اللبناني، ودعت إلى رفع مستوى الوعي لا سيما بين الأهل الذين يجب أن يقدّموا كل سبل الدعم النفسي والمعنوي للأبناء، عبر مراقبتهم وتوعيتهم بطرقٍ تربوية تتلائم مع العصر الحديث، مشددةً على خطورة التفكك الأسري والتكنولوجيا الرقمية التي سلبت الأطفال براءتهم، مناشدةً الأهل على حثّ أطفالهم للعودة إلى اللعب بالطبيعة والماء والتراب بعيداً عن شاشات الأجهزة الذكية لما لها من آثار نفسية خطيرة وغير متوقعة، لا سيما أنها تعطّل كل الحواس ويصبح الطفل كـ “الروبوت” .
وكشفت في لقاءٍ مع «نسوة كافيه» عن أرقامٍ مخيفة وصادمة، تشير إلى أن مرض الإكتئاب سيحتل المرتبة الإولى بين الأمراض عام 2030 بينما هو اليوم في المرتبة الثانية، لافتةً إلى أنّ “واحداً من كل أربعة أشخاص في لبنان يمر بأزمات وصعوبات نفسية، لكن واحداً من كل عشرة أشخاص بحاجة لعلاجٍ نفسيّ يتلقى المتابعة والخدمة النفسية فعليّاً، لذلك نجد ازدياد في عدد حالات الإنتحار سنوياً، بحيث سجلت الأرقام مؤخرأً في لبنان حالة انتحار كل يومين ونصف، من هنا تأتي أهمية وجود مراكز صحية نفسية ومعالجين متخصصين” .
تختلف الأسباب وتتعدد برأي المعالجة حدرج فيما يتعلّق بانتشار مرض الإكتئاب، فمنها ” العوامل الأسرية، والإقتصادية، والتربوية، والشخصية، والخلافات الزوجية، والجميع معرّض للمخاطر النفسيّة، أطفالاً وكباراً وشباباً، لكن ما ألاحظه من خلال عملي أن الغالبية ممن يقصدوني هنّ من النساء، فالمرأة تستطيع أن تتحدث عن مشاكلها أكثر من الرجل، وذلك بسبب العقلية الشرقية التي تعتبر أنّ الرجل اذا تحدث عن مشاكله فإن هذا يقلل من رجولته”، منتقدةً لجوء البعض إلى المشعوذين والسحرة، “فكلما زدنا الوعي والتثقيف لدى الناس، من خلال المدارس والمراكز الصحية والإجتماعية، كلما زاد تقبّلهم ومعرفتهم بهذه المواضيع” .
لأم جميل أربعة أبناء (جميل، مريم، محمد وسارة)، وهي تعمل حالياً في مؤسستي الإمام الصدر وبيت أطفال الصمود في صور، وكانت قد بدأت عملها كمتطوعة في العديد من مراكز المعالجة والدعم النفسي بعد حرب تموز 2006، وبدأت مسيرتها كمرشدة في الصحة النفسية وتابعت دراسة الماجستير في العلاج الأسري النفسي، وافتتحت عيادتها الخاصة مؤخراً في بلدة البازورية – شرق صور .
إن حقوق الملكية الفكرية محفوظة لمجلة (نسوة كافيه)، وخاضعة لقانون حماية الملكية الفكرية اللبناني رقم 75/99 تاريخ 03/04/1999، ولا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام المحتوى وإعادة نشره، واي تعدي على هذه الملكية يؤدي الى ملاحقة قانونية والمطالبة بالحقوق المتصلة.