كتب: علي عطوي
رأى المحامي جواد صفي الدين “أن المرأة في لبنان قد وصلت إلى 90% من حقوقها، وهي اليوم تتبوأ أعلى المراكز وخصوصاً في السلك القضائي والعسكري، لكن هناك بعض الحقوق المنتقصة للمرأة لدى بعض الطوائف، خصوصاً فيما يتعلّق بالحضانة والطلاق”، وأضاف في حوارٍ مع “نسوة كافيه”، “أنّ الطلاق يتزايد لعدة أسباب منها عدم تربية الزوجة على تحمّل زوجها في حالات العسر، فالزوجة كانت في الماضي “قنوعة” في حياتها الزوجية أما اليوم فهي “غيورة” … حول آراءه في قضايا المرأة والمجتمع كان الحوار التالي:
كرجل قانون، برأيك، هل ما زالت المرأة اللبنانية حقوقها منقوصة؟
المرأة اللبنانية فيما مضى كان لها بعض الحقوق الناقصة في القوانين اللبنانية، وقد تم تعديل بعض المواد بناءً على مطالبات الجمعيات الحقوقية النسائية، وكانَ آخرها قانون العنف الأسري الذي جرّم العنف ضد المرأة، وما زالت بعض الحقوق عالقة كموضوع منح الجنسية لأبناء الأم اللبنانية، وبذلك تكون المرأة في لبنان قد وصلت إلى 90% من حقوقها، وخير دليل على هذا أنها تتبوأ اليوم أعلى المراكز خصوصاً في السلك القضائي والعسكري، حيثُ أنّ عدد النساء في القضاء يساوي أو يزيد عدد الرجال .
أما من ناحية الحقوق الشرعية، أرى أنّ هناك بعض الحقوق المنتقصة للمرأة لدى بعض الطوائف، إن كان لجهة حضانة الأولاد في حال الإنفصال أو لجهة الطلاق في حال استحالة الحياة الزوجية، وتدفع هذه التعقيدات في الأحكام الشرعية عدد كبير من المواطنين اللبنانيين للذهاب إلى قبرص بغية إجراء عقد زواج مدني وتسجيله في لبنان .
برأيك، من هو الرجل القوي؟
هو الذي يعطي المرأة حقوقها من احترام ونفقة وحرية، خصوصاً حرية الإستمرار أو عدمه في الحياة الزوجية اذا ارتأت ذلك، ولا يحرم طليقته من رؤية أولادها ولا يقايض زوجته على طلب طلاقها، بحيث يرغمها على أن تدفع له الأموال لقاء حصولها على الطلاق كما يحدث في كثير من الحالات التي أشاهدها .
بالحديث عن الطلاق، انتشر بشكل كبير في الآونة الأخيرة، برأيك ما هي الأسباب؟
إنطلاقاً مما أعاينه، أرى أنّ هناك مجموعة من الأسباب الرئيسية لإنتشار الطلاق بهذا الشكل، بدءاً من الخطأ في اختيار الشريك، إلى الأوضاع الإقتصادية السيئة، مروراً بعدم تربية الزوجة على تحمّل زوجها في حالات العسر واليسر، وصولاً إلى فقدان ثقافة الزواج كمؤسسة يجب الحفاظ عليها بكل الطرق الممكنة، إضافةً إلى تقليد بعض النساء لبعضهن الآخر في مسائل الترفيه مما يخلق مشاكل زوجية تؤدي إلى الطلاق، ففي الماضي كانت الزوجة “قنوعة” في حياتها الزوجية أما اليوم فهي “غيورة” ! .
تحدثت عن حرية المرأة، ما مفهومك لها؟
أنا مع حرية المرأة وليس مع التفلّت، وأعني بالحرية: التعليم والعمل وبناء العلاقات الإجتماعية وما إلى ذلك.. بشكل لا تخرج عن نطاق الأدب والتهذيب .
من هي المرأة الأكثر تأثيراً في حياتك؟
أمي، فهي عاشت وضحّت من أجل تربية وإسعاد أولادها .
بين الجميلة وغير المثقفة والمثقفة وغير الجميلة، أيهما تختار؟
الجمال هو المدخل الأول للإعجاب، فهذا الأمر لا أحد يمكن إنكاره، وفي النظرة الاولى يكون الجمال سيد الموقف حيثُ لا يكون الكلام، لكن بعد التعارف والمحادثة يمكن أن ينقلب الجمال إلى بشاعة، لذلك أختار المثقفة لغير الجميلة، لأنّ الجميلة بلا ثقافة ستظهر بعد التعامل معها أنها بشعة بلا ثقافة، أما غير الجميلة ستبدو بثقافتها جميلة، علماً أنني أعتقد أنه لا وجود لإمرأة غير جميلة، لكن هناك امرأة لا تعرف كيف تظهر جمالها .
أخبرنا عن عائلتك، وما هي القيم التي زرعتها في أولادك ؟
لديّ 3 أبناء (مايا، منيف، وتانيا)، زرعت في أولادي قيم الصدق، الأمانة، الإعتذار في حال الخطأ، وتحمّل المسؤولية، وإنني فخور جداً بهم .
إن حقوق الملكية الفكرية محفوظة لمجلة (نسوة كافيه)، وخاضعة لقانون حماية الملكية الفكرية اللبناني رقم 75/99 تاريخ 03/04/1999، ولا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام المحتوى وإعادة نشره، واي تعدي على هذه الملكية يؤدي الى ملاحقة قانونية والمطالبة بالحقوق المتصلة.