يأتي الحمل بكثير من المتغيرات التي يتعين على المرأة أن تفطن إليها وتدرك آلية التعامل معها بشكل صحيح كي لا تتعرض لأي مشكلات طوال أشهر الحمل وحتى بعد الولادة.
ولعل من أبرز المتغيرات التي يفرضها الحمل على المرأة هو مدى اهتمامها بجانب التغذية، بكل ما ينطوي عليه من تحديات، حيث تتفاوت شهية النساء من واحدة لأخرى، ومدى تقبلها وتفضيلها لنوعيات معينة من الطعام، لاسيما في بدايات فترة الحمل.
وبغض النظر عن أي شيء، فإن ما يؤكد عليه الباحثون هو أن هناك طعاما أساسيا لا ينبغي إغفال الاعتناء به أو إهماله خلال فترة الحمل، ألا وهو الزبادي، الذي يجب أن تدرجه النساء الحوامل في أنظمتهن الغذائية بشكل رئيسي نظرا لفوائده العديدة.
وأوضح الباحثون أن الزبادي يقدم بالفعل العديد من العناصر المغذية بالنسبة للمرأة الحامل ولجنينها، على حد سواء، بما في ذلك البروتين، الكالسيوم، فيتامينات بي والزنك.
وبالإضافة لذلك، يتسم الزبادي بكونه مصدرا غنيا بالبيئات النشطة التي تعرف باسم “بروبيوتيك”، والتي تُعنى بتحسين عملية الهضم والمساعدة في منع عدوى الخميرة، التي يشيع حدوثها خلال الحمل، وذلك وفقا لما أوردته مواقع عن باحثين وأطباء.
وينصح الباحثون النساء اللاتي لا يحبذن تناول الزبادي بشكل عام أن يجربن مقدارا صغيرا من نوع الزبادي اليوناني الكريمي واستكشاف مدى استساغتهن له في الأخير، حيث إن هذا النوع من الزبادي عادة ما يكون خاليا من اللاكتوز أو سكر الحليب.
وللتأكيد على أهمية تناول الحوامل للزبادي، توصل مؤخرا باحثون من جامعة كولورادو- بولدر إلى نتائج تبين أن الأمهات اللاتي يتناولن نوعية الأطعمة المخمرة يكن أقل عرضة لإنجاب أطفال يعانون من اضطرابات مرتبطة بمرض التوحد.
واكتشف الباحثون في دراستهم أن الأطعمة التي تحتوي على بكتيريا نافعة – كما البروبيوتيك الموجودة في الزبادي – تدعم نمو الجهاز العصبي للأطفال المواليد. ورغم إجراء تلك الدراسة على بعض فئران التجارب، إلا أن الباحث الرئيسي، دكتور كريستوفر لواري، أكد من جانبه أن الأجنة البشرية يمكنها أن تستفيد هي الأخرى بنفس الشكل من الحميات التي تعتمد على نوعية الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك.
(فوشيا)