ندى دبس . . سيدة لبنانية من أشهر مصممي الديكور في لبنان والشرق الأوسط . . إليكم قصتها !

ندى دبس... عصرنة الذوق العربي التقليدي - النهار

من أشهر مصممي الديكور في لبنان والشرق الأوسط. أبدعت ندى دبس في عصرنة الذوق العربي التقليدي واستثمرت في تصميم الأثاث الأنتيكة المهمَل، وطوّرته ليصبح حديثاً ذات جذور عربية، وأصبحت سفيرة الهوية العربية الحديثة في الأثاث. غيّرت نظرة الناس إلى التصاميم ذات الذوق التقليدي وجعلتهم يحبّونه لكن على طريقتها الخاصة. مسيرة حافلة دفعت بنا إلى إجراء مقابلة خاصة معها في هذا المقال.

نشأت وترعرعت في اليابان. رسّخت اتجاهاً جديداً للديكور في لبنان، وصنعت علامة تجارية للأثاث باسمها “ندى دبس”. استقرت في بيروت منذ 20 عاماً، ووجدت منذ ذلك الوقت أنّ “هناك حلقة مفقودة لجذورنا العربية في التصاميم العصرية، ولم يكن للناس اهتمام بالأثاث العربي التقليدي الذي يعود إلى أجدادهم، وارتأيت أنّ تصميم الأثاث كان سوقاً لم يتم اكتشافها بعد”، فبدأت بتصميم الأثاث والمزج بين العصري والتقليدي، إلى جانب تصميم الديكور طبعاً. وتقول: “استخدمت حسّي الياباني الذي يتسم بالبساطة والنقي ويركز على التفاصيل، وحاولت أن أستثمر صناعة الأثاث اليدوية بطريقة بسيطة وعصرية، ومذلك بدأ الناس ينظرون إلى هذا العمل بطريقة مختلفة ويقدّرونه”. طوّرت التصاميم القديمة ووضعت أسلوبها الخاص فيها ليصبح نمطاً بحدّ ذاته، ولم يكن هناك، بحسب قولها، صناعة تصاميم في هذا الجزء من عالم التصميم و”حتى الآن قليلة جداً هي التصاميم العربية المعاصرة إذ لا أحد يمزج بين النوعين، وكان من الضروري جداً إدراج الحرفة في هذا الإطار، وذلك يأتي أيضاً في صلب عملنا”، تشرح ندى.

تختصر ندى نمط تصاميمها بعبارة “الهوية العربية الحديثة في الأثاث”، معلّلةً أنّ “الدليل على ذلك، أن العديد من الدول ومؤسساتها قصدتني لأنّها ترغب في أن تُظهر لزائريها هوية عربية حديثة، وهذا يعني أن عقلية الأفراد حديثة كذلك، وكذلك الأثاث هو استكمال لطريقة تفكير الأفراد ومعتقداتهم”. وبسبب هذه الصبغة المعاصرة للذوق العربي الذي اتسمت فيها أعمالها، وقع الاختيار عليها لإعادة تصميم ديكور قاعة المؤتمرات في جامعة الدول العربية في القاهرة.

درست التصميم في مدرسة رود آيلاند للتصميم في الولايات المتحدة. طبعَ ذوق ندى نشأتها في اليابان ومكوثها في أوروبا وجذورها الشرق أوسطية، لا سيما دراستها في الولايات المتحدة. وتتمتّع تصاميمها بروحية معينة حيث هناك مزيج بين كلّ ما هو جميل في هذه الثقافات المختلفة. من هنا، اتّسم نمط تصاميمها بالعصرية والبساطة والتركيز على التفاصيل، وتشرح: “أنا مصممة معاصرة، أضع لمسات من هذا المزيج في التصاميم الداخلية، وأرى أنّه على المكان أن يكون دافئاً عبر توافر بعض التفاصيل كالسجاد والدهان، وأفضّل البساطة على المبالغة لتثمين القطعة التي أضعها فيه”.

تعمل دبس في مجال التصميم منذ حوالي 24 عاماً. وتقول: “أصعب ما مررت به طوال هذه السنين هو عندما أتيت إلى لبنان، حيث عانيت من موضوع اللغة، فأنا أتكلّم العربية كالأطفال، ولم أكن أعرف أحداً من المورّدين بعد، لا سيّما أنّي واجهت سوء تفاهم ثقافي، إذ إنّ هناك اختلافاً في الثقافة اللبنانية في ما يتعلق بالعلاقة بين رب العمل والموظف، فأنا متواضعة جداً وأتعامل مع الأشخاص من مبدأ المساواة”.

المصممة اللبنانية ذات الـ 58 عاماً، توضح أنّ تحوّلها من العمل في المنزل إلى المكتب حيث أصبح عملاً مؤسساتياً، لا سيّما صناعة علامة تجارية باسمها، كانا من أهمّ مراحل حياتها المهنية، وتقول ضاحكة: “قالوا لي عليك وضع اسمك تحت أي عمل تقومين به، وها أنا علقت ولا أستطيع أن أتجاوز ذلك.”

بسبب كورونا وإغلاق البلاد، تفيد المصممة أنّ “بعض الصناعيين اليدويين السوريين لم يستطيعوا القدوم إلى لبنان، وأصبح عملنا يقوم على ما هو متوافر محلّياً لأنّ الاستيراد بات مستحيلاً بسبب عدم توافر الدولار، ولعلّ الأزمة الاقتصادية هي التي أثّرت أكثر من كورونا، فأصبح علينا أن نعتمد أكثر على مصادرنا اللبنانية وليس على الاستيراد، وهذا أمر صعب جداً لأنّ ليس هناك خيارات كثيرة هنا”. وتتابع ندى بأسف القول: “لذلك أصبح العملُ محلياً شبهَ خسارة وهذا أمرٌ محزن، لذا نحاول تسويق أعمالنا دولياً وبهذا الشكل سيدفع الزبائن من الخارج، لكنّي ما زلت أتصرّف بمسؤولية كمحامية لهذه الصناعات في الشرق الأوسط للحفاظ عليها وإنقاذ العاملين من خسارة عملهم”. وفي هذا الإطار أيضاً، “كورونا غيّرت الأوليات لدى الناس وأصبحوا يقضون وقتاً أكثر في المنزل، فنحن نستقبل حالياً كثيراً من الزبائن الذين يريدون إعادة تصميم منازلهم، خلافاً لما كان سابقاً حيث كانوا يستثمرون بسيارتهم وثيابهم ونزهاتهم ومجوهراتهم”، بحسب ندى.

وبسبب شهرة أعمالها المميّزة، اختارت شركة “IKEA” العالمية للأثاث أن تتعاون مع دبس لتصميم مجموعة منزلية جديدة توصَف بأنها مزيج من أنماط الشرق الأوسط التقليدية والتصميم الاسكندنافي البسيط. وقد شاركت أيضاً في لجان تحكيم في احتفالات لمنح جوائز تكريمية لمصممين داخليين.

(النهار)

شاهد أيضاً

قتل زوجتَيه وأخفى جثتَيهما . . وهكذا وقع في شر أعماله !

أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان، أنه “بتاريخ 9-8-2020، ومن خلال معلومات توافرت، …