كتب: علي عطوي
يشهد الجنوب اللبناني خلال السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في نسب الطلاق حسبما تشير البيانات الصادرة عن المحاكم الشرعية، ويُعدّ هذا الأمر مستغرباً وسط مجتمع محافظ متمسّك بالقيم الدينية، وتؤكد الإحصاءات الحديثة أن الأسرة الجنوبية في خطر مع تزايد حالات الطلاق، واللافت في معظم القضايا التي يتم تسجيلها أن العشرة والحياة الزوجية بين الزوجين لم تتجاوز بضع سنين، كما أن النسبة الكبيرة منهم (زوجات وأزواج) ما زالوا في مقتبل وريعان العمر وتتراوح أعمارهم ما بين منتصف العشرينيات إلى أواخر الثلاثينيات.
وبحثاً عن الأسباب الأكثر شهرة التي تؤدّي الى الطلاق بين الزوجين، تأتي الخيانة الزوجية على رأس القائمة، فانهيار التواصل، والمسائل المالية، والعنف الجسدي والعاطفي، وتسرب الملل، والمشاكل الجنسية، والغيرة، وتربية الأبناء، غير أن للطلاق اسباباً أخرى بحسب مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبدالله الذي استبعد في حديث صحفي مع “نسوة كافيه” أن يكون السبب المادي خلف هذه الظاهرة قائلا”: ” كان الفقر قديما” أكثر في مجتمعنا ومع ذلك لم يشكل سببا” للطلاق، انما كانت تقف الزوجة إلى جانب زوجها تعاونه من أجل بناء أسرة مستورة ” .
واعتبر سماحة المفتي أن الطلاق اليوم فقد هيبته وأصبح أمرا” عاديا” لكثرته، مشيرا” إلى أن هناك ثلاثة أسباب وراء هذه الظاهرة التي تدفع المجتمع نحو التفكك الكلي وهي: ” أولا” مفهوم الزواج الخاطئ لدى كل من الزوج والزوجة، فكل منهما لديه تصور خاص يريد أن يفرضه على الطرف الآخر، وهذا ما يشكل تصادما” في الرؤى والتفكير، الأمر الذي يحول الحياة الزوجية إلى حلبة صراع دائم ومتبادل” .
وأضاف القاضي عبدالله أن السبب الثاني هو فقدان أهل الصلاح والإصلاح بخلاف أيام زمان، بحيث أن أي خلاف تافه اليوم يمكن أن يؤدي إلى الطلاق في ظل غياب أصحاب الحكمة، وعلى عكس من ذلك فإن أهل (الزوج أو الزوجة) والبيئة المحيطة يحرضون على الطلاق دون أي رادع أخلاقي ” .
وفيما يتعلق بالسبب الثالث فقد اتهم سماحة مفتي صور وجبل عامل “وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والواتس أب التي تروج للتحرر والابتعاد عن قيمنا الدينية والأخلاقية”، ودعا إلى “مواجهة هذه الظاهرة عبر تضافر جميع الجهود من رجال دين وجمعيات وأحزاب ومدارس … من أجل إعادة الاستقرار النفسي إلى مؤسسة الزواج واستعادة الدور الريادي للأسرة في المجتمع ” .
إن حقوق الملكية الفكرية محفوظة لمجلة (نسوة كافيه)، وخاضعة لقانون حماية الملكية الفكرية اللبناني رقم 75/99 تاريخ 03/04/1999، ولا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام المحتوى وإعادة نشره، واي تعدي على هذه الملكية يؤدي الى ملاحقة قانونية والمطالبة بالحقوق المتصلة.