الإفطار على كوب من الماء وحبة إلى ثلاث حبات من التمر، هي كلمة السر لرمضان صحي دون حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي أو الصداع أو غيرها من المشاكل الصحية التي قد يواجهها الصائم في رمضان.
والحكمة من تناوله في بداية الإفطار تعويض الجسم عن نقص السكريات والطاقة فيه، وتوفير طعام سهل وسريع الهضم والامتصاص لمعدة الصائم المتعبة.
لماذا البدء بالتمر؟
ترى اختصاصية التغذية فوزية جراد، أهمية البدء بتناوله لأنه غني بالمواد الغذائية ذات القيمة الكبيرة، منها غناه بالسكر والألياف والبوتاسيوم والمغنيسيوم وغيرها من المعادن والفيتامينات، إلى جانب فائدته في تقوية الكبد، والقلب، والدم، ومعالجة حالات فقر الدم، وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من المعادن سريعة الامتصاص.
ولاحتوائه على نسبة عالية من الألياف، فإنه سيكون سبباً في شعور الشخص بالشبع، إلى جانب دوره في تقوية جهاز المناعة في الجسم، لأنه مضاد للمواد المؤكسدة، ويخفف التوتر والقلق، ويهدئ ويقوي الأعصاب.
إضافة إلى ذلك كله، يليّن التمر الأمعاء، ويعالج الإمساك، لاحتوائه على ألياف غذائية سيليلوزية تحرك الأمعاء حركة دائرية. ويخفف كذلك من شعور الصائم بالعطش، لاحتوائه على البوتاسيوم بنسبة كبيرة، ويخفض أيضاً من نسبة الكوليسترول في الدم، ويحمي الجسم من الأميبا، والجراثيم ويقضي عليها، بحسب جراد.
يعوض عن نواقص عديدة
وعن نقص السكر الذي يشعر به الصائم خلال فترة الصيام، فيكون التمر هو الخيار الأمثل لتعويضه عنه، فضلاً عن فائدته في مد الجسم بالطاقة والحيوية لما يحتويه على عناصر غذائية وحيوية مهمة، وفق جراد.
ولأنه سهل وسريع الامتصاص، يحفز الأمعاء والمعدة على إنتاج الأنزيمات الهاضمة، فيحمي الجسم والكلى من تكوّن الحصى، ويحمي الجهاز الهضمي من أي أضرار. أما لكونه يولد الشعور بالشبع، فإن الصائم لا يتناول كمية كبيرة من الطعام.
يُقلل من تناول الصائم للطعام
عند الإفطار على التمر مباشرة، يساعد الشخص على تجنب الإفراط في تناول الطعام، إذ عندما يبدأ الجسم في امتصاص القيم الغذائية الموجودة في التمر، يبدأ الشعور بالجوع في الاختفاء.
وما تنوّه إليه جراد، هو أن آخر ساعات الصيام يحدث انخفاض لمستوى السكر في الدم، مما يؤثر على المخ مسبباً الخمول الذهني وعدم القدرة على التركيز مع الخمول الحركي وقلة النشاط العضلي، وتكون المعدة أيضاً في حالة سكون، لذلك يكون البدء بالتمر فرصة لإرسال إشارات الشبع إلى المخ، فينتج عن ذلك الشعور بالامتلاء، مما يقلل كميات الطعام الداخلة إلى الجسم عند الإفطار، بخلاف ما إذا بدأ الصائم بتناول المواد الدسمة التي لا تشعر المخ بالامتلاء إلا عند امتلاء المعدة بكميات كبيرة من الطعام.
أهم النصائح
باعتقاد الاختصاصية جراد، يجب عدم تناول أكثر من 3 حبات من التمر، بسبب كمية السكر الكبيرة التي يختزنها في داخله، والتركيز على تناوله عند السحور، حيث إن نقص نسبة السكر في الجسم أثناء الصيام هي التي تسبب الإحساس بالجوع، وليست قلة الطعام والشراب، لذلك فإن سكر الفركتوز في التمر هو البديل عن السكر المحترق في الدم نتيجة الحركة وبذل الجهد خلال فترة الصيام.
(فوشيا)