بسبب ما يمر به العالم حاليا من اجتياح فيروس كورونا ولجوء الكثير من الدول لتحديد حركة مواطنيها، وإلزامهم البقاء في منازلهم لفترات طويلة، ومن ثم اللجوء للتّعليم عن بُعد لطلبة المدارس؛ ما يعني قلة حركتهم، وبالتالي تناول كميات كبيرة من الطعام.
وما يزيد المشكلة أكثر، هو حدوث كل تلك الأمور في فصل الشتاء، الذي تزيد الحاجة فيه لتدفئة الجسم أكثر من خلال تناول الطعام.
تنظيم أوقات طعامهم
في هذه الحالة، ترى أخصائية التغذية المهندسة إيناس الفرخ أهمية التركيز على نوعية غذاء الأطفال قبل كميته، من حيث السعرات الحرارية وقيمته الغذائية، إذ لا داعي لملء المعدة بأي نوع من الأطعمة.
ويتعين الانتباه إلى وجبة الإفطار، وتناولها في فترات مبكرة من النهار، وعدم تأخيرها لحين استيقاظ الجميع، ومحاولة تنظيم أوقات نومهم واستيقاظهم، ومحاولة التعرض لأشعة الشمس صباحا ولو لمدة قصيرة بداية النهار لبرمجة الساعة البيولوجية على بدء نهارهم.
إلى جانب تحديد أوقات مشاهدة التلفاز وتحديد أوقات للدراسة وأوقات الطعام، ما يعني عدم تناولهم الطعام وقتما يشاؤون.
لماذا التركيز على سُمنة الأطفال في تلك المدة؟
من تعريف البدانة، إما زيادة في عدد الأنسجة الدهنية في الجسم أو في حجمها، ولأن الأطفال في طور النمو، فهناك مجال لزيادة عدد الخلايا الدهنية، وهذا يسبب خطورة لاحقة مع تقدمهم في العمر؛ إذ سترافقهم تلك المشكلة طوال عمرهم، وفق الفرخ.
وفي ظل أجواء الحجر الصحي الإلزامي، يُفترض التركيز على الأطعمة التي تقوي مناعتهم، وتجنيبهم الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون المشبعة، والوجبات الجاهزة أو المقلية.
ومن الضروري أيضا، تشجيعهم ليواظبوا على ممارسة الرياضة لمدة ربع ساعة على الأقل خلال اليوم، بهدف تنشيط الدورة الدموية وزيادة المناعة ومحاربة الفيروس، ومساعدتهم في إخراج الطاقة الزائدة عندهم.
ولأن حركتهم ستكون قليلة في تلك الفترة، فإن تناول أي سعرات إضافية وعدم صرفها من خلال الحركة ستؤدي إلى تخزينها على شكل دهون في الجسم، تقول الفرخ.
كيفية تنظيم وجباتهم؟
بالنسبة لتنظيم مواعيد وجباتهم، تنصح الأخصائية الفرخ بالوجبات الأساسية الثلاث، الفطور والغداء والعشاء، بمواعيد تحددها الأم بشكل عام، وفي حال شعر الطفل بالجوع يمكن تقديم الفواكه أو البوشار الذي يُعد من الأطعمة الصحية قليلة السعرات الحرارية والغنية بالألياف، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، تقليل المشروبات الجاهزة والعصائر التي يكون مضافا إليها السكر بكميات كبيرة واللجوء لعصر الفواكه في المنزل على الخلاط وتقديمه بنفس الوقت، للاستفادة من الفيتامينات الموجودة فيه.
عدم السهر لفترات طويلة، من أجل امتناعهم عن تناول أطعمة إضافية خلال فترة الليل مسألة مهمة جدا؛ إذ يُطلب مراعاة أن تكون الوجبة الكبرى في بداية اليوم هي وجبة الإفطار وآخر اليوم تكون الوجبة خفيفة أو أطعمة بسيطة، كاللبن الرائب المضاف إليه الفواكه المجففة أو الفواكه المقطّعة، أو إعطائهم بعض المكسرات لاحتوائها على معادن كالزنك والمغنيسيوم اللذين يدعمان مناعة أجسامهم، لكن باعتدال.
وأخيرا، يمكن التركيز على السلَطات التي تحتوي الخضار الورقية الداكنة وتحضير الشوربات الساخنة المحضرة في المنزل مثل شوربة العدس أو شوربة الخضار التي تزيد أيضا من مناعة أجسامهم وتزيد الشعور بالدفء خلال فصل الشتاء.
(فوشيا)