ليس هناك ما هو أصعب من الإجهاض وفقدان الجنين وهو في بطن الحامل، حيث تقول الدراسات أن عوارضه تتخطى الكآبة والحزن ليأثر بشكل كبير على الصحة العقلية للأم، لكن الأبحاث الجديدة تظهر أن تأثير هذا الإجهاض والحمل خارج الرحم قد يستمر لفترة أطول بكثير مما قد يظن الناس. لكن ما هي مقدار الفترة التي تشعر بها الأم بهذه الأعراض؟ وهل هناك من أمور قد تساعد على تخطي هذه المرحلة؟
وفقاً لدراسة أميركية نشرت في ديسمبر 2019، فإن النساء اللواتي عانين من الإجهاض أو الحمل خارج الرحم (عندما تبقى البيضة المخصبة خارج الرحم وتصبح غير قابلة للحياة) أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، والقلق، أو الاكتئاب. كما أظهرت النتائج أن المشاكل التي تصيب الصحة العقلية قد تستمر لفترة طويلة بعد فقدان الجنين.
ومن المعلوم أن اضطرابات ما بعد الصدمة يمكن أن يكون لها تأثيراً كبيراً على العمل والتفاعل الاجتماعي واستخدام الرعاية الصحية ومن الممكن أن تؤثر بشكل خطر في حالات الحمل في المستقبل، كما تفيد الدراسة بأن حوادث الإجهاض خارج الرحم قد ترتفع أكثر إذا استمر الاتجاه نحو الإنجاب في وقت لاحق، وهذا من شأنه خلق مشكلة كبيرة في الصحة العامة.
يبين الإستطلاع أن 2 ٪ فقط هي حالات الحمل التي تنتهي خارج الرحم، لكن 10-15 ٪ من حالات الحمل تنتهي بالإجهاض، لذا ليس من المستغرب أن يكون لفقدان الحمل مثل هذا التأثير القوي على الصحة العقلية للمرأة.
وبحسب خبراء في أمراض النساء، فإن للإجهاض تأثير دائم على الصحة العقلية لأسباب كثيرة. التأثير الأول هو جسدي، فالرحم كان يحمل جنين بداخله لكنه فقده، إما عن طريق عملية جراحية أو نزيف أدى إلى سقوطه، بالنهاية الجسم يتألم.
لكن إلى جانب الألم الجسدي، الذي يمكن أن يشمل الغثيان أو القيء والألم في البطن وانقباضات الرحم فإن خسارة الجنين سيكون بمثابة ضربة مدمرة نفسياً للأم الحامل والتي من الصعب مداواتها.
لكن الأمل موجود دائماً! فمع كل هذه المساوئ يخبرنا خبراء متخصصين في الصحة النفسية أن النساء اللواتي تعرضن للإجهاض يجب أن يحاولن البقاء بإيجابياتهن والاعتماد على أنظمة من شأنها دعمهن في أوقات الحاجة، يجب أيضاً التمسك بالأمل وزيارة الطبيب بشكل مستمر وإشراك المقربين بهذه الأوجاع، فالأم المجهضة يجب ألّا تكون وحيدة.
(يومياتي)