انتشرت مؤخراً ظاهرة تعلق الأطفال الصغار بالأجهزة الإلكترونية، وعجز الآباء والأمهات عن التحكم في عدد ساعات متابعتهم، لعبهم، وتسليتهم بهذه الأجهزة.
دراسة حديثة
أجريت الدراسة الفرنسية على عددٍ من الأطفال في جامعة رين، ونشرت نتائجها منظمة الصحة العامة الفرنسية. وأكدت أن الأطفال الذين يتعرضون لمشاهدة الأجهزة التلفزيونية واللوحية، أو الهواتف المحمولة في الصباح، يصابون بالانزعاج والاضطراب لبقية اليوم.
اختار الباحثون عدداً من الأطفال راوحت أعمارهم بين ثلاث وست سنوات، مصابون باضطرابٍ لغوي، وآخرون لم يسبق لهم الإصابة بهذا الاضطراب. وجدوا أن خطر تعرض الأطفال لصعوبات في التكلم والتعلم، أشد 6 مرات إذا لم يتحدثوا إلى أبائهم عما شاهدوه.
لذلك كله، نصح الباحثون الآباء بعدم السماح للأطفال دون سن الثالثة بمشاهدة الأجهزة الإلكترونية، وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية. إذ أوصت المنظمة بعدم السماح للأطفال تحت سن الثالثة بمشاهدة التلفاز أو بممارسة الألعاب باستخدام الأجهزة اللوحية.
علامات إدمان الأطفال على الأجهزة
يعتبر انغماس الطفل في عالم الإنترنت والأجهزة، وفقدانه الاهتمام بنشاطات الحياة الحقيقية اليومية، علامةً مقلقة.
إذا تطور الأمر، إلى تجنبهم الاتصال المباشر مع أصدقائهم وعائلاتهم، يعد ذلك دلالة على خطورةٍ قريبة، ويجب الانتباه إليه.
أما إذا بدا الطفل سعيداً فقط حين يقضي وقته أمام الشاشات، سواء كان هاتفاً محمولاً أو حاسوباً آلياً، فذلك مؤشر إلى بداية إدمان هذه الأجهزة.
أما إذا وصل الطفل إلى حالة رد الفعل العدواني، إذا حاول أحدٌ سحب الأجهزة منه، في هذه الحالة، يجب التدخل والانتباه فوراً.
علاج فوري
ترك الأطفال لإدمانهم الإلكتروني، أكبر خطأٍ قد يقع فيه الآباء والأمهات. لذلك، عند الانتباه إلى علامات التعلق، يجب البدء في صرفهم عن هذا الانتباه فوراً.
يمكن البدء بإجراء حوارٍ مباشرٍ معهم، لإرشادهم إلى التعامل السليم مع الأجهزة الرقمية. فبناء الثقة والتفاهم بين الوالدين والأطفال من الأمور المهمة والأساسية، التي يجب أن يحرص عليها وتعلم طرقها، وتجنب أي سلوكٍ عنيف.
يمكن للوالدين اقتراح بدائل مسلية للأطفال عن الأجهزة الإلكترونية. كما يمكنهم اللجوء إلى خيار إلغاء تثبيت بعض التطبيقات عن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الموجودة في متناول يدي الطفل، قد يصرفه ذلك قليلاً عن الأجهزة. يمكن للآباء أيضاً التخطيط لرحلاتٍ قصيرة، والقيام بها في نهاية الأسبوع، وابتكار نشاطاتٍ جذابة لهم، بعيداً عن التكنولوجيا.
(روتانا)