أدّت زيادة نسب الإصابة بداء السمنة حول العالم إلى تنامي الجهود الرامية لإيجاد استراتيجيات سهلة وفعّالة لمواجهة تلك المشكلة على نطاق واسع، ونتيجةً لذلك بدأت تظهر العديد من الصيحات الغذائية الجديدة، التي يروّج لبعضها باعتبارها تساعد في خفض الوزن أثناء النوم.
وفي مقابل ذلك، بدأ يتساءل البعض عما إن كانت هناك إمكانية لخسارة الوزن بين عشية وضحاها؟ وكيف يمكن استخدام نمط النوم في الترويج لسبل خسارة الوزن بشكل صحي ومستدام؟.
وإن قمتي سيدتي بتتبع وزنك، فربما ستلاحظين أنك أقل وزنًا في الصباح مما تكونين عليه في وقت لاحق من اليوم، وهو ما يرجع إلى أن كثيرين يفضلون وزن أنفسهم في الصباح، رغم أن انخفاض الوزن على الميزان لا يكون نتيجة لفقدان الدهون فقط، وإنما أكثر نتيجة لفقدان الماء.
وبالاتّساق مع كل ما يشهده الجسم من عمليات وتغيرات على صعيد حرق السعرات، التمثيل الغذائي وفقدان الماء، فقد خلص الباحثون في الأخير إلى نتيجة مهمة مفادها أن السبب وراء خسارة الوزن هو مقدار المياه التي يفقدها الجسم من خلال التعرق والتنفس.
ورغم أن الكثير من استراتيجيات خسارة الوزن الأكثر فعالية تركّز على النظم الغذائية والتمارين الرياضية فقط، لكن بعض البحوث التي أجريت من قبل كشفت عن أن جودة ومقدار النوم الذي يحصل عليه الإنسان قد يلعبان دورًا كبيرًا أيضًا في تمكين الجسم من تنظيم وزنه.
وقال باحثون في هذا السياق إن هناك عدة عوامل يمكن أن تفسّر العلاقة بين النوم ووزن الجسم، من ضمنها الطريقة التي يؤثر بها الحرمان من النوم على إفراز الجسم لهرمونات الجوع.
ونوّه الباحثون إلى أن هرموني ليبتين وغريلين هما المسؤولان عن تنظيم الشعور بالجوع والشبع، فالأول تفرزه الخلايا الدهنية ويعمل على كبح الشهية والثاني تفرزه المعدة ويسبب الشعور بالجوع. ويعمل كلا الهرمونين بطريقة مثالية كي يسمحا للجسم بمعرفة متى يكون بحاجة لمزيد من الطاقة ومتى يكون قد استهلك قدرًا كافيًا من السعرات.
وباختصار، يُمكن القول إن تردي جودة أنماط النوم ترتبط بزيادة خطر الإصابة بداء السمنة، وهو ما يمكن إرجاعه لحدوث تغييرات في مستويات الهرمونات التي تنظم شعورك بالشبع والجوع، وإن كانت لا تزال هناك حاجة لإجراء مزيد من البحوث حول تلك الجزئية مستقبلاً.
وتابع الباحثون بقولهم إن بمقدورك سيدتي تحسين جودة نومك باتباع بعض الخطوات، التي من ضمنها تنظيم وقت النوم، تقليل درجة حرارة غرفة النوم، الحدّ من التعرض للضوء قبل النوم والحرص على تنفيذ طقوس الاسترخاء لمساعدتك على النوم بشكل أسرع.
(فوشيا)