تتّسمُ العلاقات البشرية بتعقيدها، فوضويتها وصعوبة التكهُّن بها، وقد يتمنى البعض لو ينجح الباحثون في إيجاد صيغةٍ رياضيةٍ يمكن أن تخبرنا بالطريقة المثلى التي يمكن أن نتعامل بها مع الشريك لضمان بقاء الودّ والحب دون أن ينضبا على الإطلاق.
واستطاع الباحثان الشهيران، جون جوتمان وروبرت ليفينسون، أن يستعينا بمعادلاتٍ رياضيةٍ للتفاعلات الزوجية، ونجحا بالفعل في الكشف عن بعض الأسرار والتفاصيل التي يمكن أن تفسّر الكثير من الكواليس الخاصة بالحياة الزوجية وسبل إنعاشها.
وبحلول مطلع الألفية الحالية، تمكّن الباحثان من التنبؤ باحتمالات طلاق الأزواج بدرجة تزيد في المتوسط عن 90 %، وخلصا في نهاية المطاف إلى وجود 4 عوامل رئيسية تتحكّم في وصول الزوجين لقرار الانفصال وعدم إكمال حياتهما سويًا.
وتلك العوامل كما حدّدها الباحثون كما يلي:
الانتقاد
وهو العامل الأكثر شيوعًا في العلاقات التي تشوبها المشاكل والاضطرابات، والمقصود به هنا هو مهاجمة أحد الطرفين لشخص الطرف الآخر. وينصح الخبراء هنا بأنه في حال كانت هناك شكوى من أحد الطرفين تجاه الطرف الآخر، فيفضّل عامةً تجنب بدء الحوار بكلمة “أنت” مع الحديث بدلاً من ذلك عن الاحتياجات.
الازدراء
وهو العامل الذي شبَّهه الباحثون بـ “حمض كبريتيك الحب”، لأنه ينطوي على معاملة الشريك بخسّةٍ وعدم احترام، ويمكن أن يظهر ذلك بعدة صور منها نظرات العين، السخرية والشتائم، وكلها تصرفات هدفها الحد من قيمة أحد الطرفين.
المكابرة والحرص الشديد على تجنُّب النقد
وهو عامل يشبه عامل الانتقاد، ويعني الرد على شكاوى الطرف الآخر بالأعذار وإخلاء النفس من أي مسؤولية وتحميلها للطرف المشتكي، وذلك لتصورك أن قبولك اللوم سيؤدي لمزيد من الانتقادات، وأفضل شيء في تلك الجزئية هو الاعتراف بالخطأ وتقديم الاعتذار في الأخير.
المماطلة
ولك أن تعلمي سيدتي أن المكابرة إذا كانت ردّ فعل للانتقاد، فالمماطلة هي ردّ فعل للازدراء، ويقول الباحثون إنَّ ذلك غالبًا ما يكون نتيجة الشعور بالانغمار الفسيولوجي، أو كل المشاعر السلبية التي نتجت عن النزاع وبات من الصعب تحملها، ومعها لم يعد هناك خيار سوى إنهاء العلاقة تمامًا.
وحال استشعرتِ بأنكِ وصلت لتلك المرحلة مع زوجك، فاطلبي منه مهلة زمنية لالتقاط الأنفاس وللتخلص من تلك المشاعر السلبية، ويمكنك تحقيق ذلك بتمشية، برشِّ الوجه ببعض المياه أو بممارسة بعض أشكال الرياضة لإخراج ما بداخلك من طاقة.
(فوشيا)