إنها قصة زوجين ينحدران من أستراليا، كانا يتمتعان بثراء فاحش، امتهنا في حياتهما الفعل الخيري الدافئ النابض بالروح الإنسانية العميقة، والمصير أنه بعد أن تبرعا بأموال ضخمة لجمعيات خيرية، خرجا من قائمة المليونريات الأثرياء ال20 في أستراليا.. فما هي تفاصيل شغف حب فعل الخير ورفع الغبن عن المحتاجين التي تبناها هذا الثنائي، خاصة ما تعلق بمساعدة المرضى المعوزين ومعالجتهم؟
ملايين الدولارات لجمعيات خيرية
تنبض كل من «كاى فان نورتون بوتش» وزوجها «جريج» بحب الآخرين والولع في مساعدة المحتاجين، إنهما ثنائي جد مثالي، مرتبطان برابطة حب كبيرة، ويتمتعان بقلب أكبر يتسع لينفتح على الإنسان حيثما كان، إنهما يقيمان في مكان رومانسي على أحد الشواطئ المالية لمدينة سيدني، وفي يوم من الأيام قررا بيع ممتلكاتهما مقابل 750 مليون دولار وبالتحديد عام 2003، ثم تبرعا بملغ 150 مليون دولار، حسب ما نقلته جريدة «الديلي ميل البريطانية»، وبعد تفكير وتمعن اتفقا على الاحتفاظ بمبلغ يكفي نفقاتهما في هذه الحياة، والتبرع بكل ما تبقى حيث كشفت الزوجة قائلة: « بعد عملية البيع، نظرت إلى جريج ونظرنا لبعضنا البعض وفكرنا، يا إلهى هذا هو 10 أضعاف ما يمكن أن ننفقه في هذه الحياة، دعنا نتخلى عنه، دعنا نعيده إلى البلاد والمحتاجين.. ». ولم يكن يهم هذا الثنائي أن هذه الخطوة ستجعلهما خارج قائمة أثرى الأثرياء 20 في أستراليا، لأن لعمل الخير طعم يشبه السعادة في حلق الطيبين.
التعرض للجلطات
دون شك فعل الخير مترسخ في روح الزوجين، على خلفية أنهما قاما مؤخرا بالتبرع بنحو 5 ملايين دولار، من أجل بناء مستشفى، وينتظر أن يفتح أبوابه للمرضى خلال العام المقبل. واللافت أن الزوج «بوتش» أصيب بأزمة قلبية، بفعل إجهاده خلال زيارته المستشفى عدة مرات للتأكد من إنجاز العمل، مما أدى إلى تعرضه لعدة جلطات، ومع ذلك يصر الزوجان على مواصلة الأعمال الخيرية التي تركت أثراً وصدى رائعاً في أستراليا، علماً أن عمليات التبرع مازالت مستمرة لم تنته آخرها كان مبلغ 40 مليون دولار، بهدف إنجاز معهد «الميلانوما» المختص في علاج أحد أنواع السرطان، إلى جانب مبلغ 10 ملايين دولار لفائدة جامعة سيدنى للمساعدة في إنشاء مركز لصحة السكان الأصليين مع عيادات مختصة في مجال التوعية والتحسيس.
(سيدتي)