كتب: علي عطوي
لفتني وجودها على طريق عام جويا تدير بسطة من الخضار والفواكه الصيفية، مشهد عربات وبسطات الخضار على الطرقات أمر اعتدنا عليه، لكن ما ليس عادياً أن تكون البائع امرأة، فما الذي دفع هذه السيدة إلى الوقوف يومياً أمام أشعة الشمس الحارقة؟ وما هي قصتها؟
تروي السيدة أم محمد دياب (برج الشمالي- 47 عاماً) أنها تعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 20 عاماً، لكنها كانت قبل اليوم تعمل تحت كنف زوجها الذي كانَ يعاني من ظروفٍ مرضية إلى أن توفي قبل أشهر، الأمر الذي دفعها إلى استكمال مسيرة الحياة لوحدها، خصوصاً أنّ أولادها ما زالوا غير قادرين مادياً، وفي هذا الإطار، تقول: “من الآخر، ما عندي سنَد، بشتغل هون كرمال ما احتاج حدا، والله لا يحيجني لحدا، عندي 4 أولاد بدو مين يعينهم، مش مأمنين حالهم” .
يبدأ دوام أم محمد من الثامنة صباحاً وحتى غروب الشمس، تقول: “أنتظر الرزقة أيمتى ما بتجي ما بتعلم”، وتتحدث عن بعض المواقف التي تتعرض لها من بعض الزبائن “قليلي الأخلاق” كما تصفهم، إلا أنها تقول بلهجة الواثق من نفسه، “هون أنا زلمي وفي البيت أم، فالمرأة تتعرّض ومجتمعنا لا يرحم”، وتوجه رسالة إلى النساء قائلة: ” كامرأة عاملة، أشجع كل امرأة على أن تعتمد على نفسها وتعمل وأن لا تحتاج أحد ولا تمد يدها لأحد، لو بدها تبيع كيس محارم” ! .
تحية إلى أم محمد ومثيلاتها من النساء المكافحات اللواتي يتحدين الظروف في سبيل تأمين لقمة العيش ! .
إن حقوق الملكية الفكرية محفوظة لمجلة (نسوة كافيه)، وخاضعة لقانون حماية الملكية الفكرية اللبناني رقم 75/99 تاريخ 03/04/1999، ولا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام المحتوى وإعادة نشره، واي تعدي على هذه الملكية يؤدي الى ملاحقة قانونية والمطالبة بالحقوق المتصلة.