لعلكِ واحدة من غالبية نساء العالم اللواتي يعتقدن جازمات، أن بناتهن أكثر تعاطفًا وحنانًا من أبنائهن الصبيان. وإن كنت غير متأكدة من ذلك فبإمكانك أن تسألي نفسك اليوم، إن كان ذلك ينطبق فعلًا على أبنائك.
فالقضية إنسانية عامة، طالما حظيت بالجدل، وآخرها في تجربة علمية سيكولوجية على المستوى الاكاديمي، عرض لها موقع “دايجست” في تقرير أخير.
يقول التقرير: “إذا افترضنا أن رجلا وامرأة يسيران في الشارع، وتعثرت المرأة وسقطت أرضا، فأي من المارة في الشارع سيشعر بمزيد من التعاطف مع ألمها؟ الرجال أم النساء؟”
ويضيف أن مئات الدراسات السيكولوجية، تشير إلى أنها ستكون امرأة أخرى، مشيرًا إلى أن نتائج معظم تلك الدراسات تأتي بدليل موضوعي على أن النساء يشعرن حقًا بالتعاطف مع هذه الحالات أكثر من الرجال.
موقع “دايجست” استحضر نظرية تقول، إن النساء يظهرن مزيدًا من التعاطف ليس لأنهن يشعرن به بالفعل، ولكن للتوافق مع التوقعات المجتمعية التي تفرض عليهن القيام بذلك.
لكن دراسة جديدة في مجلة (ساينتفك ريبورتس) تقدم دليلًا على أن النساء والفتيات يظهرن تعاطفًا أكثر من الأولاد، حتى عندما لا يوجد شخص آخر يشاهد، أي أنهن لا يفعلن ذلك للتظاهر به أمام الناس، بل لأنهن فعلا يمتلكن بالفطرة شعورًا بالتعاطف.
وقد قام جويس إف بينينسون وزملاؤه، من جامعة كيبيك، بإجراء تجربة على عدد من الأطفال، الذكور والإناث، الذين تتراوح أعمارهم بين الخمس والسبع سنوات، وكانت التجربة تقتضي أن يوضع الأطفال في غرفة مغلقة، مع مهام تجعل أحد الأطفال يعاني من مأزق يحتاج للتعاطف، وأن يشهد الآخرون معاناته.
سجلت الكاميرات المخفية بعد ذلك، ردود فعل الأطفال تجاه الطفل الذي وقع في المأزق، وصنفها فريق البحث وفقا لأربعة “مؤشرات تعاطف” هي:
- النظر إلى الضحية لأكثر من ثلاث ثوان.
- التوقف عن نشاطهم لمدة تزيد عن ثانية.
- التوقف عن النشاط، حتى معرفة كيف سيتصرف الطفل غير المحظوظ.
- والتدخل من أجل مساعدة هذا الطفل غير المحظوظ.
وقد حصل أن ثمانية من الفتيات انخرطن في جميع السلوكيات الأربعة، لكن أيًا من الأولاد لم يقم بذلك. نظرت الفتيات إلى الضحية أكثر من الأولاد بشكل ملحوظ، وأعطينه فرصة للتعافي قبل مد يد المساعدة. وخلص الفريق إلى أن الإناث “أظهرن سلوكًا تعاطفيًا أكثر حنانًا من الذكور، وتصرفن بطرق تظهر اهتمامًا أكبر بالضحية”.
ويقول الباحثون، إنهم ربما وجدوا مؤشرات سلوكية تدل على الاختلاف في التصرفات بين الجنسين فيما يتعلق بالتعاطف، لكن هناك تفسيرات أخرى محتملة لهذا الاختلاف.
فالفتيات عادة أكثر صبرًا ولطفًا من الأولاد، وتشير الأبحاث إلى أن الفتيات والنساء عموما لديهن درجات أعلى من الذكور من هذه السمات الشخصية. وفي المقارنة، فإن الأهم لدى الذكور هو القدرة على المنافسة وإعطاء الأولوية للاستمرار في العمل، بدلًا من التحرك بناء على التعاطف.
(فوشيا)