الأمهات لا يتحملن فقط مسؤولية تلبية الاحتياجات الأساسية لأطفالهن، بل أيضاً يتحملن عبء رعايتهم وتنمية شخصياتهم واستقلالهم، وما بين تلبية احتياجات طفلك الأساسية، وتنمية شخصيته المستقلة، وحمايته من الخطر، تضطرين لاتخاذ مئات القرارات نيابةً عن طفلك، ولكن هناك قرارات لا تؤثر في اللحظة الحالية فحسب، وإنما يكون لها تأثير أعمق على تكوين شخصية طفلك وقدرته على اتخاذ قراراته في المستقبل، لذلك فليس كل قرار يكون صالحاً لأن تتخذيه نيابةً عن طفلك، فهناك قرارات يجب أن تتركي لطفلك حرية اتخاذها، مثل القرارات الأربعة التالية التي لا يجب أن تتخذيها نيابةً عن طفلك أبداً.
1- مقدار الطعام الذي يتناوله طفلك
هذا لا يتعلق بنوعية الطعام التي يتناولها طفلك، فاختيار وجبات متوازنة وأطعمة صحية بالتأكيد هي مسؤوليتك، ولكن مقدار ما يتناوله طفلك في كل وجبة هو قراره وحده.
دعي طفلك يقرر متى يتوقف عن الطعام، حتى لا يعتاد على تجاهل الإشارات التي يرسلها له دماغه ليخبره أن يشعر بالشبع أو بالجوع.
التدخل الوحيد المسموح به في مقدار الطعام، عندما يبدأ الطفل بتناول الطعام لأسباب عاطفية.
2- من يعانق طفلك
الكثير من الأمهات يطلبن من أطفالهن السماح للأهل والأصدقاء باحتضانهم، وقد يقاوم الطفل، فتستمر الأم بالضغط عليه، وهذا خطأ فادح، حيث أن إرغام الطفل على معانقة أو تقبيل أحدهم، مهما كان قريباً من الأسرة، يرسل إشارات للطفل بأنه مجبر على تقبّل لمسات الغير حتى إن لم يشعر بالارتياح، ما يعني إضعاف قدرته على رفض ومقاومة الإساءة الجسدية أو الجنسية في المستقبل، حيث إنه معتاد على الاستسلام لإجبار الآخرين له على اختراق مساحته الحميمة.
3- ماذا يلعب طفلك
امنحي طفلك مساحة من الحرية ليقرر ماذا يلعب، ولا تدفعيه للعب لعبة معينة فقط لأنكِ تفضلينها في مرحلة الطفولة، عليكِ تقبّل ما يحبه طفلك حتى إن كان غير مفضّل بالنسبة إليكِ، ما دام شيئاً غير ضار.
بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سناً، فما سبق ينطبق على اختيارهم للرياضة أو الهواية التي يمارسونها، وأيضاً نوعية الكتب.
قد تشعرين برغبة في دفع طفلك نحو ما كنتِ تستمتعين به في نفس سنه، ولكن تذكري أن طفلك له شخصية مستقلة، وله الحق في أن يقرر كيف يقضي وقت فراغه، ما دامت اختياراته في حدود المعقول ولا تسبب له ضرراً.
4- كيف يجب أن يشعر طفلك
يستخدم الأطفال، وخاصة الصغار منهم، عواطفهم للتعبير والتواصل، قد تبدو مشاعر طفلك أحياناً درامية جداً، ولكن يجب ألا تمنعيه من التعبير عن مشاعره بطريقته وبحرية، فهذا يجعله يشعر بأن مشاعره تستحق التقدير وأنه بحد ذاته موضع تقدير واحترام.
ينطبق هذا بالطبع على المراهقين، لذا عليكِ السماح للمراهق بالتعبير عن مشاعره سواء حزن أو غضب أو غيرها، مع تذكيره بأن من حقه التعبير عن مشاعره بالطرق السليمة فقط.
(نواعم)