جراء السعي للتباعد بين الأحمال، تسعى الكثير من النساء لاستخدام حبوب منع الحمل، لكونها الوسيلة الأكثر انتشارا في العالم، كما أن نسبة نجاحها تصل إلى 99٪ في حال اتباع التعليمات والإرشادات الخاصة بها بشكل واضح.
إن الإفراط فى تناول حبوب منع الحمل له بعض الأضرار الجانبية طويلة الأجل، مثل زيادة تخثر الدم، وزيادة خطر الإصابة بضغط الدم المرتفع، وارتفاع نسبة الكوليسترول وكذلك مقاومة الأنسولين مما يعرض السيدة لارتفاع مستوى السكر في الدم.
وتسبب سرطان الثدي
تحتوي حبوب منع الحمل على أكثر من هرمون، وهناك نوع من هذه الهرمونات قد يزيد من نسبة الإصابة بسرطان الثدي خصوصا عند السيدات اللاتي لديهنّ قابلية للإصابة به بشكل عام، أو لديهنّ تاريخ عائلي أو مرضي، أو وجود أنسجة أو خلايا سرطانية، ووجود بعض الهرمونات في هذه الحبوب التي تسبب الإصابة بسرطان الثدي.
وهذا ما أكدته بعض الدراسات، بأن حبوب منع الحمل ترفع خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 40٪ تقريبا، خاصة إذا كان استهلاك هذه الحبوب على فترات طويلة. وقد أصدرت جامعة كوبنهاغن في الدنمارك دراسة تتعلق باستخدام موانع الحمل اعتمدت فيها على بيانات زهاء 2 مليون امرأة تحت سن الـ 50 عاما في الدنمارك، خلال فترة طويلة امتدت إلى 11 عاما.
وقد بيّنت الدراسة، التي تعد الأكبر من نوعها في تحليل مرض سرطان الثدي الناتج عن استخدام حبوب منع الحمل على عينة واسعة من النساء، أن خطر هذا النوع من السرطان يرتفع كلما تناولت المرأة موانع حمل هرمونية، ويرتفع خطر هذه الحبوب عند النساء بنسبة قد تتجاوز 20٪ بين من يلجأنَ لمثل هذه الموانع بصورة مستمرة، أو قمنَ باستخدامها قبل مدة قصيرة.
وقد توصلت الدراسة إلى أن خطر الإصابة بسرطان الثدي يصل إلى 10٪ بالنسبة للنساء اللواتي يتعاطين حبوب منع الحمل لفترة لم تتجاوز العام، بينما يرتفع الخطر إلى 40٪ بالنسبة لمن يتعاطين حبوب منع الحمل لمدة تزيد على 10 سنوات.
وبالرغم من إقلاع السيدات اللواتي تعاطين حبوب منع الحمل لمدة تزيد عن خمس سنوات عن تناولها، إلا أن الخطر سيستمر في السنوات الخمس التي تلي قرار الإقلاع.
وحسب نتائج الدراسة، فإنه من بين 100 ألف امرأة تستخدم حبوب منع الحمل، توجد 68 إصابة بسرطان الثدي، بينما لا تزيد النسبة عند العدد ذاته من النساء اللاتي لا يستخدمنَ هذه الوسيلة للتحكم في الإنجاب، عن 55 حالة.
وانتهت الدراسة إلى أن على النساء اللواتي يستخدمنَ حبوب منع الحمل أن لا يفرطنَ في استخدامها بشكل كبير.
وتسبب سرطانات من نوع آخر
من جهة أخرى، يشير أحد أخصائيي التوليد وأمراض النساء إلى أن موانع الحمل الهرمونية ترفع نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم وهذه النسب مرتبطة بطول فترة استخدامها، بحيث كلما زادت المدة زادت فرصة الإصابة بسرطان عنق الرحم.
بالمقابل، يقلل استخدام موانع الحمل الهرمونية من الإصابة بسرطان المبيض خصوصا للحالات عالية الخطورة، كما يقلل استخدامها من العرضة للإصابة بسرطان بطانة الرحم، وهذا كله يعتمد على فترة استخدام مانع الحمل.
(فوشيا)