الأرق والأحلام الغريبة والصداع والقلق والاكتئاب أعراض أصابت الكثيرين خلال الفترة العصيبة التي نمر بها جراء فايروس كورونا. لكن يبدو أن الأمر لم يقتصر على ذلك، الإجهاد الناجم عن الجائحة أثر أيضا على الدورة الشهرية لدى نساء كثيرات، مثل تأخر الدورة أو توقفها تماما.
من المعروف طبيا أنه في حال تعرضت المرأة لضغط كبير، فمن المرجح حدوث بعض التغييرات في الدورة الشهرية، والتغييرات المؤقتة في الدورة الشهرية بسبب الإجهاد شائعة نسبيا، لكن من المهم أن يقوم الطبيب بإجراء فحص للمرأة، خاصة إذا استمرت التغييرات.
ومن المعروف أن الدورة الشهرية لدى المرأة هي مؤشر على صحة الجسم بالكامل، وانتظامها مؤشر على دورة صحية تشمل الدماغ والغدد النخامية والمبيض والغدد الكظرية والغدة الدرقية. ولكن متى يكون عليك أن تقلقي إذا ما حدث خلل في دورتك الشهرية؟
ما هي الدورة الشهرية “العادية”؟
تختلف مدة الدورة الشهرية العادية من امرأة لأخرى، لكنها تتراوح عادة بين 21-35 يوما. وعدم الانتظام، سواء بسبب الإجهاد أو أي عامل آخر، هو أن يكون طول الدورة أكثر من 35 يوما. وهو أمر لا يصبح مقلقا إلا إذا كانت الدورة منتظمة، وأصبح التغير في طول الدورة مفاجئا وخارج النطاق الطبيعي، أي أكثر من سبعة أيام.
كيف يغير الإجهاد الدورة الشهرية؟
حين تلاحظ المرأة تأخر الدورة الشهرية فإن السبب يعود إلى الإجهاد العاطفي، مثل القلق الذي نعيشه بسبب الوباء، بالإضافة إلى الضغوطات الجسدية، مثل فقدان الوزن أو زيادة التمارين.
يتسبب الإجهاد في ارتفاع مستويات الكورتيزول، مما قد يثبط الدورة الهرمونية المسؤولة عن التبويض وفترة الدورة الشهرية. وعندما يمر الجسم بوقت عصيب، يكون الوقت غير مناسب للحمل، لكن هذا لا يعني انتفاء فرصة الحمل.
كما يمكن أن يكون تأخر الدورة علامة على متلازمة تكيس المبيض، أو اضطرابات الغدة الدرقية أو الغدد الصماء وكلها تؤثر على الدورة الشهرية.
كيف يمكن إعادة الدورة إلى المسار الصحيح؟
يوصي الخبراء باستبعاد الحمل أولا، ثم التحدث إلى الطبيب لتحديد الأسباب المحتملة الأخرى، بناء على التشخيص، قد يوصي طبيبك بالعلاج الهرموني لتنظيم دورتك باستخدام حبوب منع الحمل، خاصة إذا أصبح الخلل في الدورة الشهرية مزعجا.
فانقطاع الدورة لبضعة أشهر، يمكن أن يكون مؤلما حقا، وقد يكون له آثار صحية سيئة، فتراكم هرمون الاستروجين يؤدي إلى تبطين الرحم، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
إذا قرر طبيبك أن السبب هو الضغط والتوتر، عليك التركيز على تقليل مستويات الكورتيزول بالحصول على ما لا يقل عن ست إلى ثماني ساعات من النوم كل ليلة، واتباع نظام غذائي صحي وممارسة التأمل أو اليوجا، فهذه كلها طرق لتقليل التوتر وإعادة جسمك إلى دورته الطبيعية.
(فوشيا)