هي ربما نظرة غير مألوفة عند الزوجين عندما يظنان أن ممارسة الجنس في مواقع خاصة بعيدا عن حدود غرفة النوم، كالمطبخ، أو على الطاولة، لن تشعرهما بالراحة والطمأنينة إلّا حين إقفال باب الغرفة عليهما.
بالمقابل، هناك رجال “مغامرون”، يسمحون لأنفسهم بممارسة الجنس في كل وقت، وفي كل مكان ودون أية تعقيدات، المهم تحقيق النتيجة، وهي قضاء رغبتهم وشهوتهم.
ماذا يقول علم النفس؟
ممارسة العلاقة الحميمية الصحية بحسب توصيف اختصاصي الطاقة الإيجابية والصحة النفسية والعلاقات، الدكتور عادل القراعين هي تلك التي يغطيها الحب والتناغم والمتعة، فتصبح من أهم أعمدة الزواج الإيجابي والتي يمتد أثرها طيلة عمر ذلك الزواج.
وما لا يراه القراعين مقنعا، هو اقتصار ممارسة العلاقة الحميمية على غرفة النوم فقط، إذ يعدها الزوجان هي المكان الرئيس لممارسة الجنس الصحي، وهؤلاء على حق بتلك التصورات والمعتقدات. ولكن الأكثر صحة هو الانتقال من مكان لآخر داخل المنزل وحتى خارجه.
فالأزواج الذين يقضون معظم فترات حياتهم يمارسون هذه العلاقة المليئة بالمشاعر والطاقات العالية داخل مكان واحد فقط وهو سرير الزوجية ضمن حدود غرفة النوم، قد تبدأ مشاعر الملل والفتور بالظهور تدريجيا؛ لأن أحداثها تدور بمساحة ضيقة لا تتعدى حدود السرير.
وما يقصده الأخصائي القراعين، ضرورة أن تُمارس تلك العلاقة إلى أبعد من تلك الحدود، بدءا من أماكن أخرى بغرفة النوم كالأرضية أو حتى الأثاث الآخر الموجود داخلها، ومن ثم الانطلاق بعيدا عن حدود غرفة النوم إلى غرف ومساحات أخرى كحمام البيت أو أريكة غرفة المعيشة أو حتى طاولة الطعام بالمطبخ أو أرضيته أيضا، هذا إن كانت الممارسة داخل المنزل.
ماذا لو خارج المنزل؟
أما حدود خارج المنزل، فبتقدير القراعين، لا بد من ممارسة العلاقة الحميمية خارج المنزل بين الحين والآخر، ولا يقصد أن تُمارس بالأماكن العامة كداخل السيارة أو بحمام الطائرة عند السفر، وإنما المقصود الغرف الفندقية كنوع من التغيير الجاذب والجديد في حياتهما.
ويرى من وجهة نظره، بأنه ليس من المخجل ولا السيئ أن يتفق الزوجان على لقاء سري بأحد الفنادق، ويقوم الزوج بنثر الورود على السرير في غرفة الفندق، وتجهيز بعض الأطعمة المحفزة للعملية الحميمية كالفراولة والشوكولاتة، فيقضيان أياما مميزة تحمل الكثير من التغيير والتجدد.
التنوع والتغيير
من ضمن الحلول التي يقدمها القراعين من أجل ديمومة الزواج وحيويته وإبعاده عن الرتابة، ضرورة تغيير الأماكن لتحفيز الأزواج على تجربة أوضاع جنسية مختلفة تتناسب مع المكان؛ فالسرير الكبير المريح، حسبما يشير الأخصائي، يختلف تماما عن أريكة صغيرة أو طاولة خشبية، لكنها ممارسة تستحق التجربة والمغامرة والتحدي، حتى وإن كانت صعبة من الناحية العملية جراء ضيق المكان أو مساحته.
كما أن تلك المغامرات، كما يصفها، لا تطرأ فقط على الممارسة الحميمية ولكنها قد تمتد أيضا لتغيير سلوك وحب الزوجين للمغامرات والتحديات بما سيؤثر إيجابا على حب أكبر للحياة، وشباب دائم وحياة متجددة يوميا، تضمن لهذا الزواج السعادة وطول الأجل.
ويتساءل: “إن كانت الممارسة في مكان واحد تشحن الأجواء بالطاقات الإيجابية، فماذا لو مارساها بأماكن مختلفة من المنزل، بدلاً من مكان واحد؟”.
إن تغيير أماكن وأوضاع الجنس، سيفاجئ الزوجين بكمية السعادة والشباب والتجدد الفريد بزواجهما، وسيكون الندم فقط على اللحظات القديمة التي لم تُستغل بذلك التغيير، إلا إذا كان الوقت ما زال متاحا أمامهما للبدء بما هو أمتع وأجمل، كما يقول القراعين.
(فوشيا)