لم تتردد ممرضة شابة مصرية في تأجيل حفل زفافها؛ حتى تتفرغ لمهام عملها والمساهمة في علاج مصابي كورونا داخل مستشفى العزل بمدينة مشتول السوق بمحافظة الشرقية، فعندما وُضعت تلك الممرضة بين اختيارين التواجد في العزل لمساعدة المرضى، أو إتمام زفافها فاختارت الواجب الوطني.
وقالت الممرضة نسمة محمد أحمد 23 سنة: إن حفل زفافها كان قبل تسلمها مهام عملها في مستشفى العزل: «أعمل بالتمريض بمستشفى مشتول السوق منذ 3 سنوات، وكان فرحي محدداً قبل أيام معدودة من تحويل المستشفى لعزل حالات كورونا بدائرة المركز، وفوجئت باسمي ضمن المجموعة الأولى المخصصة لمتابعة مصابي كورونا، فأخبرت خطيبي وقلت له: لو كلنا قعدنا في البيت مين هيساعد المرضى، فقال لي: توكلي على الله وربنا يحفظك».
وأضافت الممرضة: «في اليوم الأول لتواجدي في العزل، كانت تجربة جديدة علينا وحاجز الخوف ينتاب الجميع إلى أن انتصرنا عليه، وكنت أتابع مع زميلاتي 20 حالة مصابة بالفيروس، أغلبهم في أعمار مختلفة ما بين الـ30 والـ70 عاماً، وبدأنا نفكر في خروجهم من الحالة النفسية السيئة، فأغلب الحالات كانت في وهم شديد من الفيروس».
وتابعت: «بدأنا نساعدهم على الخروج من الغرف وممارسة التمارين الرياضة بمكان فضاء بالمستشفى، تم إعداده وتزيينه بالبالونات، وبعدها تبين أن ذلك ساهم كثيراً في رفع الروح المعنوية لديهم، وبدأوا يطالبون بالاستمرارية في ممارسة التمارين الرياضية، والحمد لله جميع الحالات تعافت، وكنا نحرص على مساعدة كبار السن من السيدات في الاستحمام وتمشيط شعرهن وشراء البامبرز لهن على نفقتنا الشخصية».
بعد 14 يوماً قضتها «نسمة» داخل مستشفى العزل، شعرت بأعراض متشابهة مع أعراض فيروس كورونا، سردت حكاية إصابتها بكورونا، فقالت: «بعد يومين من خروجي من العزل، شعرت بصداع شديد ونهجان، في البداية لم أهتم، والمستشفى كان عليه أن يجري لنا مسحة بعد الـ14 يوماً، ولكن لم يحدث، في اليوم الثالث تضاعفت الأعراض، وذهبت إلى الطبيب، فطلب إجراء تحاليل وأشعة، وتأكدت إصابتي بالفيروس، وبعدها بأيام أصيبت والدتي، ونقلنا معاً إلى مستشفى العزل بمشتول السوق».
ووسط أحزانها، تضحك ساخرة: «فرحي كل شوية يتأجل، كان محدداً بعد أيام من خروجي من العزل، ولكن إصابتي بالفيروس أحالت دون إتمامه، وهذا قضاء الله».
وسط كل ذلك؛ أكثر ما أسعد قلبها هو الاتصالات التي كانت تتلقاها يومياً على هاتفها الشخصي من الحالات التي كانت تتابعها في العزل، قائلة: «أغلب المرضى لما عرفوا بإصابتي اتصلوا بي، وهم: عم عادل، عم محمود، وأبلة أماني، وقدموا لي الدعم المعنوي، وهذه الدعوات الطيبة أسعدتني».
الممرضة الشابة أكدت أن إصابتها وهي في العمل شرف لها، وحال تماثلها للشفاء سوف تؤدي دورها ولن تتأخر عنه، لكن ما يحزن الفتاة هو إصابة والدتها وعدد من أفراد أسرتها بالأعراض، بعضهم حالته متوسطة، ويتلقى العلاج بالمنزل، ولكن تم نقل والدتها معها في نفس الغرفة بالمستشفى؛ لتلقي العلاج.
(سيدتي)