يعتقد الكثير من الأزواج أن مجرد ممارسة العلاقة الحميمية بما فيها من متع جسدية وإرضاء للطرفين، ستؤول إلى تحررهم من رغباتهم الجسدية وإشباع حواسهم والوصول لحالة الرضا والاكتفاء.
بالمقابل، قد لا يعلمون أن جزءا كبيرا من تلك الممارسات سيؤدي لنتائج عكسية وسلبية تتراكم مع التقدم بالعلاقة الزوجية مسببة مشاكل نفسية وعائلية واجتماعية مختلفة، وهو ما يطلق عليه “الجنس السلبي”.
من جملة أهداف الممارسات الحميمية الزوجية كما يذكرها اختصاصي الطاقة الإيجابية والصحة النفسية والعلاقات الدكتور عادل القراعين هو التقدم والتطور بالحياة، سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي؛ ما يعني أن الجنس هو مجرد تجربة حياتية تتفاعل فيها طاقات المرأة والرجل جسديا ونفسيا وروحيا وصولا إلى ما يسمى الوعي الذي بدوره يدعم التقدم الإنساني في المجالات كافة.
بخلاف ما يتم تداوله تبعا للموروثات الاجتماعية الخاطئة التي تقول إن الممارسة الزوجية تعتبر جسدية تخدم الرغبات بمعظمها، فيما الحقيقة تقول إن الجنس هو المحفز الروحي للوعي الإنساني والداعم لما يحيط بالأشخاص من اكتشافات وإبداعات ملأت العالم كله.
ممارسة الجنس الإيجابي
ما يجب الانتباه إليه جيدا، هو أن الجنس يشبه تناول الطعام، والتقليل منه أو الإفراط فيه يؤدي إلى مشاكل عديدة، مع ملاحظة أن طاقة الطعام تعتبر متحركة دائما للحصول عليه، أما طاقة الجنس فهي طاقة كامنة لا تتحرك إلا عند وجود المحفزات لها أو الأجواء والظروف التي تشعل فتيل هذه الطاقة العظيمة، وفق القراعين.
والهدف من ارتباط أي شخصين برباط الزواج أو العلاقة الحميمية ليس نابعا من مشاعر الحب وحسب، إنما بالبداية يجب أن تكون العلاقة مبنية على المودة والرحمة والتفاهم عند كلا الطرفين، وأن تكون علاقة شراكة طويلة الأمد تخدم أهدافا عديدة.
ومن هنا، يأتي مبدأ ممارسة الجنس “الإيجابي والصحي” لكلا الطرفين، وليس لأحدهما على حساب الآخر؛ لأنه يصل بكليهما للفهم الواقعي والحقيقي لمشاعر الحنان والسلام والتقدم والإبداع النفسي.
أما ممارسة الجنس مع الزوج الذي لا يتصف بالإيجابية بالمجمل فسيؤدي إلى تأثيرات سلبية على نفسية الزوجة، ومن ثم فقدان الانسجام بينهما؛ ما ينعكس على توازن حياتهما، وهذا الكلام ينطبق أيضا على الزوجة التي تتصف بالسلبية بالمجمل.
ولذلك، نجد أزواجا يمارسون العلاقة الجنسية “السلبية” باستمرار نتيجة عدة عوامل، منها كما يوردها القراعين، سلبية أحد الزوجين أو كليهما، أو عدم التفاهم النفسي والروحي، وكذلك الأنانية وتفضيل رغبات طرف على حساب الطرف الآخر، أو غياب المودة والوفاق فيما بينهما.
تلك الممارسات الخاطئة، من وجهة نظر القراعين، تبدأ بتشكيل طاقات سلبية داخل كيان كل من الزوجين تتراكم على المدى الطويل مسببة أمراضا نفسية وجسدية وشيخوخة مبكرة، عدا عن انخفاض مستويات المتعة وحب الحياة وتحقيق الغايات والأهداف الفردية والعائلية.
وما يخلص إليه القراعين، الدعوة إلى ممارسة الأزواج الجنس بكل طاقاته ومشاعره الإيجابية، وهو ما سينقلهم تدريجيا للمستويات الأعلى من الاستمتاع التي بدورها ستفتح لهم أبوابا أكثر للتقدم المالي والعملي والعلمي بالحياة.
ويتساءل الاختصاصي القراعين في ختام حديثه، أنه في حال كان الأزواج يمارسون الجنس السلبي لأكثر من 30 عاما، فما حال صحتهم الجسدية والنفسية وإنجازاتهم المشتركة بالحياة؟
(فوشيا)