كشفت أمّ لإحدى المختصات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن صدمتها الكبيرة بعد اكتشاف أن ابنتها البالغة 10 سنوات تحادث شابا عبر حسابها في فيسبوك، استغل براءتها وطفولتها وطلب رؤيتها عندما تخرج مع أسرتها.
ولم تتردد الطفلة بإعطاء هذا الصديق الوهمي موعد ذهابها إلى السوق مع أمها، مخبرة إياه أنها سترتدي طوقا وحذاءً أحمر، فيما الأم التي تتابع حساب ابنتها كانت تنفذ ما طلبته منها الاستشارية وتذهب معها في الموعد والمكان ذاتهما وتراقب عن بُعد ما سيحدث.
وبعد ذهاب الأم وابنتها إلى السوق، كانت المفاجأة الكبرى أن ذلك الصديق، هو شاب في الخامسة والثلاثين من عمره، فيما بقيت الطفلة تلتفت وتبحث عن صديقها، وأثناء وقوف الأم أمام أحد المحال متظاهرة بانشغالها بالجوال، اقترب منها الشاب وهتف باسمها، فشعرت الطفلة بالخوف والتصقت بأمها، أما هو فنال عقابه.
اهتمامات الأطفال تبدأ بالاختلاف
المستشارة الأسرية ومدربة التنمية البشرية والتطوير الإداري سمية عبدالدايم تقول لـ”فوشيا”: “من عمر إحدى عشرة سنة تقريبا أو أكبر قليلاً ستجد الأم بأن اهتمامات أبنائها بدأت في التغير، واختلفت نظرتهم لنوعية الألعاب التي كانوا معتادين عليها، فيما توجهاتهم تتجه لوسائل التواصل الاجتماعي كالتيك توك والفيسبوك وتطبيقات السوشال ميديا وغيرها من البرامج التفاعلية”.
ومن هنا تبدأ مرحلة جديدة من التحديات التي تضطر الأم لخوضها مع مواقع التواصل الاجتماعي، ربما تبدأ من تزييف أعمارهم الحقيقية ليتمكنوا من إنشاء صفحة خاصة بهم، ومن ثم التحايل على قوانينها؛ لأنهم دون السن القانونية التي لا يسمح لهم فيها بإنشاء حساب على أي صفحة كانت.
متى تسمح الأم لطفلها بعمل حسابات خاصة؟
عن هذا التساؤل تبيّن عبدالدايم بأن قصص التحرش بالصغار واستدراجهم والسيطرة على أفكارهم ومشاعرهم مسألة تستدعي الوقاية منها قبل فوات الأوان.
فسباق المواقع الإلكترونية المخيف أوجد الأسرة أمام تحديات تربوية جديدة وثقيلة توجب على الأمهات بالتحديد الإلمام بقوانينها وفنونها بل سابقة بخطوة على الأقل وعلى قدر عالٍ من المسؤولية، لتستطيع مجاراة أبنائها، ولتكون مواكبة لهذا التطور، ومن ثم توجيههم التوجيه المثمر بالمشاركة لا المغالبة.
ومن السهل أن تمنع الأم عن أبنائها الأجهزة منعا نهائيا، ولكن المنع في هذه الأيام، ليس قرارا حكيما، وإلا ستجد نفسها تواجه موجات من الابتزاز العاطفي والاعتراضات التي قد تصل إلى حد التمرد، والأجدى هو المشاركة والتوجيه ثم المراقبة لا التجسس.
من الخطأ مقابلته بالرفض
من الخطأ مقابلة الطفل بالرفض الفوري بحجة صغر سنّه، والأسلم محاورته والتعرف على أسباب رغبته تلك، وبعد الاستماع لكل ما لديه، عليها تعريفه بقوانين هذا العالم الافتراضي، للتأكد من استخدامه لها بشكل صحيح ومفيد.
لكن يجب أن يتم إنشاء هذه الحسابات بوجود أفراد الأسرة الكبار كأصدقاء مشتركين، ومعرفتهم بالرقم السري للاطلاع على قائمة أصدقائه والسيطرة على الوضع، بطريقة تُظهر المراقبة عن بُعد لا بهدف الترقُّب أو التجسس، كي لا يبحث عن طريقة لإقصاء أمه، وبهذا دعوة لها للتصرف بحكمة في ظل التحديات الصعبة وسريعة التغيُّر، بحسب عبدالدايم.
إدارة وقته هي الأهم
لكي تخطو الأم خطوات صحيحة نحو متابعة أبنائها تكنولوجيا، لا بد من إدارة أوقات استخدام ابنها للأجهزة التكنولوجية، مع أهمية الانتباه للفروقات العمرية، كأن لا يجلس الطفل الصغير بغرفة منفصلة عن الآخرين أثناء استخدامه للجهاز، ويفضل أن يكون الجهاز المكتبي أو اللوحي موصولاً بشاشة بلازما في غرفة المعيشة أو الصالة، ولا يُسمح بالانفراد بعيدا عن الأنظار.
ومن تلك القوانين أن لا يتعدى استخدامه لها الساعة الواحدة فقط يوميا، وقد تزيد المدة نصف ساعة إذا أقدم على شيء مميز كتحفيز له دون إسراف في المنَح.
وما انتهت إليه المستشارة التركيز على وضع قفل على جميع الأجهزة الذكية الموجودة في المنزل لكي لا يتمكن من فتح أي جهاز بمفرده دون علمها أو مراقبتها.
(فوشيا)