بعد ساعات طويلة من العمل المتواصل، جلس أطباء مستشفى الدمرداش في مصر للاستراحة والتقاط الأنفاس عند قرب وقت الفجر، وصلت ثلاثينية مصابة بكسور متعددة في العمود الفقري، إثر قيام زوجها بإلقائها من الطابق الخامس بعدما اكتشف أنها مريضة بفيروس كورونا «كوفيد 19»، وكانت حالة المريضة معقدة ومحولة من عدة مستشفيات رفضت استقبالها لصعوبة حالتها، لكن أطباء مستشفى الدمرداش، وعلى رأسهم الدكتور على مزيد، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري بجامعة عين شمس، تعاملوا مع الحالة، وخلال ساعات كانت في غرفة العمليات تجري جراحة دقيقة في العمود الفقري؛ لضبط الفقرات وتخفيف الضغط الشديد على الحبل الشوكي، الذي أصابها بشلل نصفي.
شرح الجراح علي مزيد حالة السيدة بقوله: «جاءت بأعراض شلل نصفي ناتج عن كسر في العمود الفقري دون وجود كسر في القدمين؛ فالأشخاص الذين يلقون أنفسهم من أعلى يتعرضون لكسور في القدمين، أما الأشخاص الذين يُقذفون من الأدوار العليا، لا بد أن يكون هناك كسر في العمود الفقري»؛ مؤكداً أنه على الرغم من أعراض «كورونا» التي كانت واضحة على الحالة؛ فإنه والفريق الطبي لم يتردد لحظة في التعامل معها وبدء الإجراءات المطلوبة لإنقاذ حياتها: «لا يوجد في الدمرداش غرفة عمليات مجهزة لاستقبال حالات كورونا، ولكن نظراً لخطورة حالة السيدة التي كادت أن تفقد حياتها، قررنا التدخل الفوري لإنقاذها وعمل اللازم، واستخدام غرفة جراحات للأنف والأذن لإجراء الجراحة».
وأضاف مزيد: تم تأسيس غرفة عمليات وعزل في آن واحد لتلك الحالة، وارتدى هو والفريق الطبى المرافق له الملابس المخصصة للتعامل مع مصابة بـ«كورونا»، وتم إجراء الجراحة، ثم بدأوا في عزل أنفسهم لمدة 14 يوماً عقب الجراحة كإجراء احترازي: «كان لا بد من العزل هذه المدة لكل الأطباء والممرضين الذين شاركوا في الجراحة؛ للتأكد من عدم إصابتهم نتيجة الاختلاط بمصاب كورونا».
وشرحت مصادر أمنية لـ«سيدتي» تفاصيل واقعة إلقاء شاب ثلاثيني لزوجته من الطابق الخامس، من منزل الزوجية في المطرية شرق العاصمة القاهرة، بعد معرفته بأنها مصابة بفيروس كورونا؛ مما تسبب في إصابتها بكسور بالغة في العمود الفقري.
وأضافت المصادر، أن المباحث تمكنت من القبض على الزوج المتهم، وبمواجهته اعترف بوجود خلافات زوجية مستمرة مع زوجته، وأن الخلافات زادت بعد معرفته بأنها مصابة بفيروس كورونا، وخلال آخر مشادة كلامية بينهما، دفعها من الطابق الخامس فسقطت على الأرض فاقدةً للوعي؛ فنقلها الجيران إلى المستشفى للعلاج.
وأضافت المصادر، أن فريق التحقيق لم يتمكن من سماع أقوال الزوجة «شروق» للوقوف على حقيقة الواقعة وأسبابها، بعد أن تم احتجازها داخل عزل كورونا بعد أن خضعت لجراحة في العمود الفقري.
وأوضحت المصادر، أن النيابة العامة قررت حبس المتهم «محمود. ك» 30 سنة على ذمة التحقيقات بتهمة الشروع في القتل، وخاطبت النيابة مستشفى الدمرداش المحتجزة به المجني عليها، بإرسال تقرير عن حالتها الصحية.
(سيدتي)