عندما تتزايد الحساسية الغذائية عند الطفل، فمن الضروري على الأم معرفة الحقائق حولها، وما يمكن القيام به للحد من مخاطرها عليه.
وتُعدّ هذه الحساسية هي الأعلى عند الرضع والأطفال الصغار والأقل شيوعا عند البالغين، وذلك مردّه إلى الاختلافات في الاستجابة المناعية للرضع والأطفال مقارنة بالبالغين؛ إذ كثيرا ما يتغلب الأطفال على الحساسية تجاه الحليب والبيض والقمح وفول الصويا.
وما تشير إليه الدراسات الحالية هو إمكانية إزالة حساسية الأطفال حتى عند أولئك الذين يعانون من ردة فعل شديدة.
كيف تحدث حساسية الطعام؟
تحدث حساسية الطعام عندما يهاجم الجهاز المناعي بروتينا غذائيا يراه على أنه تهديد للجسم، وقد تشمل الأعراض حكة أو تورّما في الفم أو الحلق أو الوجه أو الجلد، بالإضافة إلى صعوبة في التنفس وآلام في المعدة وإسهال وغثيان وقيء، إلا أنه يمكن أن تكون حساسية الطعام الشديدة مهدّدة للحياة، حسبما تقول أخصائية التغذية فوزية جراد.
لتأكيد حساسية الطعام وتجنب القيود الغذائية غير الضرورية، يجب إجراء التشخيص من قبل الطبيب، فيما الطريقة الوحيدة لمنع رد فعل حساسية الطعام هي تجنب الطعام تماما.
وهذا لا يعني، وفق جراد، أن عدم تحمّل الطعام قد يهدد حياة الطفل أو يسبب له الحساسية، ولكن ينبغي إبعاد الطفل المصاب بالحساسية من الحليب عن جميع منتجات الحليب، في حين أن الطفل الذي لا يتحمل اللاكتوز ويفتقر إلى الأنزيم لتكسير السكريات الطبيعية في الحليب، وليس لديه حساسية، قد يكون قادرا على تناول كميات صغيرة من منتجات الألبان.
من أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعا عند الأطفال الناتجة من تناول الحليب والبيض والفول السوداني والجوز وفول الصويا والقمح، إلى جانب الأسماك والمحار، في حين أن الطفل قد يتغلب على حساسية الحليب أو البيض أو الصويا، أما الحساسية تجاه الفول السوداني والجوز والأسماك والمحار فتميل إلى أن تكون مدى الحياة.
للحد من إصابة الطفل بالحساسية تجاه الطعام
ضرورة تنبه الأم بشكل خاص لممارسات التغذية خلال السنوات الأولى للطفل، خاصة إذا تم تشخيص أحد الأبويْن أو الأشقاء إصابتهم بمرض الحساسية، في حين أن اتباع نصائح التغذية هذه لا يمكن أن تضمن عدم إصابة الطفل بحساسية تجاه الطعام، إنما تساعد في تقليل المخاطر، وفق جراد.
بالإضافة لذلك، تقلل الرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة 6 أشهر من حدوث حساسية لبن البقر في الحياة المبكرة عند مقارنتها بتغذية حليب البقر الذي يعتمد على حليب الأطفال. كما لم يثبت أن تأخير إدخال الأطعمة الصلبة بعد سن 4 إلى 6 أشهر يوفر حماية كبيرة من الإصابة بالحساسية الغذائية.
في هذا الوقت، لا توجد أدلة كافية توصي الحامل بتجنب الأطعمة المحددة بما في ذلك الأسماك أو البيض أو الفول السوداني أثناء الحمل، كما تقول جراد. أما بعد الحمل، فإذا كان الرضيع يتفاعل بشكل سيئ مع أي طعام، مثل حدوث حالة جلدية مفاجئة، أو صفير، أو قيء، أو إسهال مفرط، أو إذا كان لديه أي سبب للاشتباه في حساسية الطعام، فيجدر بالأم عندئذٍ الاتصال بالطبيب على الفور، ومنعه عن تلك الأطعمة.
لسلامة الطفل من الحساسية
بمجرد أن يقوم طبيب الأطفال أو أخصائي التغذية باختبار الحساسية الغذائية وتأكيدها، يجب أن تكون الأم حريصة على تجنب تقديم الأطعمة السابقة له، وقراءة ملصقات الطعام جيدا.
إلى جانب ذلك، تثقيف الأسرة ومقدمي الرعاية والمعلمين حول حساسية طفلها؛ لأن بعض الناس لا يعرف مدى خطورة الحساسية الغذائية.
وتخلص الأخصائية جراد إلى ضرورة تجنب جميع الحبوب بسبب حساسية القمح، ولكن من المهم العثور على بدائل عنها يتقبلها الطفل، لكي يحصل على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها للنمو.
(فوشيا)