من المعروف أن الطبع الناري والسلوك العدواني ربما يولدان عند الإنسان بسبب عامل وراثي أو لأسباب عائلية تتمثل بمشاكل بين الأبويْن أو نتيجة أي وضع لا يسمح للفرد بالتعبير عن غضبه أو إحباطه كسوء التغذية مثلاً.
وهذا ما يمكن إسقاطه على الرضيع، لذلك نجده يعبر عن اكتئابه بالعصبية والصراخ والبكاء الشديد والقلق أثناء نومه ومزاجه السيئ، والأمر نفسه ينطبق على الأطفال البالغة أعمارهم 8 سنوات ولا يتلقون بالمقابل غذاء غنيا؛ إذ من المرجح أن يكونوا عصبيين ويتسببوا بالمشاجرات أكثر من أولئك الذين يتمتعون بغذاء صحي.
ما العلاقة بين عصبية الطفل وتغذيته السيئة؟
عن تلك المسألة تجيب أخصائية التغذية روان عطا بالتأكيد على دور التغذية السليمة في تغيير الحالة المزاجية للأطفال سواء بالاتجاه السلبي أو الإيجابي؛ فالتغيرات الغذائية يمكن لها أن تحدث تغييرات في الدماغ، ومن ناحية كيميائية وفسيولوجية فإن هذا يؤدي إلى سلوك مختلف لديهم.
وفي الحقيقة، من نتائج اتباع أي نظام غذائي غير صحي وتناول أطعمة ضارة كالمواد المعلّبة المحتوية على مواد كيميائية لزيادة فترة صلاحيتها وأطعمة مضاف إليها نكهات تحتوي على الملونات، زيادة العصبية خاصة عند الأطفال، وهذا ما يستدعي تجنب تناول هذه الأطعمة واتباع نظام غذائي صحي، لتجنب نوبات الغضب الشديدة.
كما أن نقص الزنك والحديد وفيتامين (B) خلال الأعوام الثلاثة الأولى من عمر الطفل يؤدي إلى سوء في سلوكه في مرحلة عمرية لاحقة.
وما يلعب دورا وتأثيرا في مزاج الطفل البكتيريا النافعة، التي من وظائفها الرئيسة تسهيل عملية الهضم وحماية الإنسان من الإصابة بكثير من الأمراض التي قد تنشأ عن طريق تكاثر البكتيريا الضارة أو قلة البكتيريا النافعة.
فعند تناول الوجبات السريعة والسكريات، تبيّن الأخصائية عطا، أن البكتيريا الضارة تتكاثر في الجسم فتمسك بهرمونات السعادة مثل السيروتونين عكس ما إذا تكاثرت البكتيريا النافعة.
لذلك، من المهم، كما ترى عطا، اتخاذ خيارات ذكية عند اختيار الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات، مثل: الحبوب، والفواكه الكاملة، والخضراوات، كذلك البقوليات، التي تساهم في تزويد المواد المغذية بالألياف.
دراسات تؤكد ذلك
وما أثبتته عدة دراسات وتجارب هو أن إدخال تعديلات على النظام الغذائي يحسّن بشكل كبير من السلوكيات العدوانية غير المرغوب فيها لدى الأطفال الميالين إلى العنف.
فمع وجود الأطعمة المصنّعة والتي تُعدّ الأكثر انتشارا في عالمنا اليوم، نجد الطفل يتناول الكثير من العصائر المصنّعة والمشروبات الغازية بدلا من المياه والحليب.
لهذا السبب، وضع الدكتور بينجامين جولد خطوطا عريضة للنظام الغذائي المناسبة للطفل الذي يعاني من متلازمة نقص الانتباه وفرط النشاط. وتركز توصيات هذا النظام على استبعاد الملونات الاصطناعية، والتوابل، ومحسنات الطعم، والمنكّهات، والمواد الحافظة.
وتفتخر جمعية جولد بأن هذه التوصيات التي تحث على تغذية الطفل بالعناصر الطبيعية العضوية تحقق نجاحا بنسبة 80% مع الأطفال ذوي السلوك العدواني.
هل أكل اللحوم بالذات يسبب عدوانية عند الطفل؟
إن إفراط الأطفال في أكل اللحوم وتجاهل الخضار يزيد من عدوانيتهم ويعزز الإثارة في نشاطاتهم اليومية، لذا من الضروري الاهتمام بتوازن الغذاء واحتوائه على الخضار والنباتات البحرية لتلافي نقص الفيتامينات والمعادن؛ لأن نقصها في الجسم يسبب الإحباط والتوتر، وفق الأخصائية عطا.
لهذا أوصت عدة دراسات بعدم التقاعس في تحسين النظام الغذائي للأولاد والاهتمام بتناول الفطور واجتماع الأسرة على المائدة من أجل تعزيز التواصل واستيعاب وحل كافة المشاكل.
(فوشيا)