تأتي أهمية تجميد البويضات من أن بعض النساء في سن النشاط التناسلي، قد يتعرضن لبعض الأمراض كالسرطانات حيث من شأن معالجة هذه الأمراض سواء بالإشعاع أو المواد الكيماوية أن تفقد وظيفة المبيض في قدرته على إنتاج البويضات، كما أن بعض أمراض المناعة الذاتية قد تهاجم المبيض أيضاً وتقضي على الخصوبة في مرحلة عمرية مبكرة، إضافة إلى اندماج المرأة العصرية في المجتمع وتوليها مهامّ مميزة أبعدتها قليلاً عن الزواج والإنجاب في سن مبكر.
بما أن عدد البويضات يتناقص مع تقدم عمر المرأة، حيث يبلغ عدد البويضات تقريباً عند سن البلوغ حوالي 700.000 , ليصل إلى 1000 بويضة فقط في سن اليأس هنا تأتي أهمية تجميد البويضات عند المرأة. التي تعطينا معلوماتها الدكتورة .باسمة جمال الدين، اختصاصية نساء وولادة من مستشفى الزهراء.
ماهو تجميد البويضات؟
هي عملية يتم فيها سحب البويضات من المبيض بعد تنشيطه بالأدوية الهرمونية، حيث يتم تجميدها مباشرة في مخازن خاصة وحفظها لاستخدامها في وقت لاحق؛ حيث يتم إذابتها من جديد، ومن ثم تخصيبها بنطفة الرجل (الزوج)، ومن ثم إرجاعها إلى الرحم ليتكون الجنين فيما بعد.
ماهي طريقة تجميد البويضات؟
عادة تتم طريقة سحب البويضات وتجميدها في مراكز طفل الأنبوب المختصة، حيث يتم إعطاء السيدة حقناً هرمونية تساعد في تحفيز المبيض لإنتاج أكبر قدر من البويضات خلال فترة وجيزة، وبعد حوالي أسبوعين أو أقل بقليل تقريباً يتم سحب البويضات،حيث تخضع السيدة للتخدير العام وبمساعدة التصوير بالأمواج مافوق الصوتية (الألتراساوند) تتم العملية لتخزين أكبر قدر ممكن من البويضات (حوالي 20 – 30) بويضة، وتخزينها في مخازن خاصة ليتم استخدامها لاحقاً.
مدة تجميد البويضات
تعتقد الكثير من الفتيات أن تجميد البويضات يحفظها مدى الحياة، لكن هذا غير صحيح، فمدة تجميد البويضات يختلف من مركز لآخر لكن وسطياً تصل إلى 10 سنوات وأحياناً قد تصل إلى 25 سنة كحد أقصى.
لكن أكثر مراكز الإخصاب لا تنصح باستخدامها إذا زادت مدة التجميد على 5 سنوات، وبقاؤها أكثر من ذلك قد يفقدها كفاءتها.
نسبة نجاح تجميد البويضات
تقدر نسبة نجاح تجميد البويضات بعدد الولادات الحية باستخدام البيوض المجمدة، حيث قدر بأن بويضة مجمدة واحدة من أصل خمسة تنجح في التخصيب للحصول على ولادة حية (أي نسبة النجاح حوالي٢٥٪)، وتعتمد نسبة النجاح أيضاً على عمر السيدة، فكلما تقدمت السيدة في العمر كان معدل النجاح أقل.
أضرار ومخاطر تجميد البويضات
لا تخلو عملية سحب البويضات من مخاطر على السيدة، تبدأ بتأثير الحقن الهرمونية التي تأخذها، فمن المحتمل أن يحدث لها ما يسمى بمتلازمة فرط الاستثارة المبيضية ovarian
hyper stimulation syndrome، لكنها في معظم الحالات تكون بدرجة خفيفة، ولا تلحق بالسيدة أية أضرار سوى آلام بسيطة وانتفاخ في البطن قد يستمر لعدة أيام، قد يترافق في بعض الحالات بالغثيان والإقياء.
كما أن سحب البويضات نفسها قد تحمل بعض المخاطر كالنزيف داخل البطن أو أذية الأعضاء الداخلية كالمثانة والأمعاء…
التخدير نفسه يحمل بعض المخاطروخاصة عند السيدات اللواتي يعانين من بعض الأمراض كالضغط والسكري وغيرها…
تجميد البويضات لغير المتزوجات
تستطيع السيدة المتزوجة وغير المتزوجة أن تخضع لعملية سحب البويضات، وهناك طرق لسحب البويضات لا تؤثر على عذرية الفتاة…
تجميد البويضات بعد سن الأربعين
يفضل سحب البويضات وتجميدها في سن مبكرة حيث إن نسبة نجاح تنشيط المبيض ومن ثم تجميد البويضات يكون أفضل في سن مبكرة، بعد سن الأربعين تُجرى فحوصات للسيدة للتأكد من أن مخزون المبيض كاف لإجراء عملية تحفيز المبيض وسحب الكمية المطلوبة، ولا ننسى أن نوعية البويضات تتأثر أيضاً مع تقدم العمر.
حكم تجميد البويضات
أقرت دار الإفتاء المصرية أن عمليات تجميد البويضات جائزة شرعاً وليس فيها محظور شرعي إذا تمت وفق ضوابط معينة، وهذه الضوابط الشرعية هي كالتالي:
1 – التخصيب يتم من خلال نطفة الزوج بعد إذابة البويضة المجمدة، وأن تتم خلال فترة العلاقة الزوجية وليس بعد وفاة الزوج أو الطلاق…
2- أن تتم عملية تجميد البويضات بشكل آمن تماماً تحت رقابة مشددة بما يمنع الاختلاط مع غيرها من البويضات المحفوظة لضمان حفظ النسل وعدم اختلاط الأنسال.
3- عدم وضع البويضة بعد تلقيحها مع نطفة الرجل في رحم أجنبية (استئجار الأرحام محرم شرعاً).
٤-ألا يكون لعملية تجميد البويضة أي آثار جانبية على الجنين نتيجة حفظ البويضة وتعرضها لعوامل مختلفة.
(سيدتي)