بالمقارنة ما بين ألعاب الأطفال الشعبية التقليدية والألعاب الإلكترونية، تشير إحدى أخصائيات الإرشاد الأسري إلى خطورة إدمان الألعاب الإلكترونية بدنيا وعقليا على اﻷطفال.
تأثير الألعاب الإلكترونية بدنيا
وعن تأثيرها البدني، فإن أول ما تتأثر بها العينان، والتسبب بالإجهاد لهما نتيجة تغير وميض اللعبة، التي لا تعطي فرصة لهما للتآلف مع هذه الإضاءة، نتيجة للحركة السريعة والتغير المفاجئ.
كذلك تسبب اضطرابا لأعضاء الجسم الأخرى، نتيجة للشد العصبي الذي يحدث، فتتأثر الأطراف وتتأثر عضلات الوجه، نتيجة لاستجابة الطفل العشوائية لحركات اللعبة، ليتمكن من متابعتها.
تأثيرها العقلي
دراسات عديدة بيّنت أن هذه الألعاب تؤثر على معدلات النوم الهادئ للأطفال، إضافة إلى تأثير هذه الألعاب على الانتباه لدى الطفل؛ ما قد يسبب لديه مشكلة تظهر في تشتت الانتباه، وفرط الحركة أيضا، بحسب الأخصائية.
تأثيرها النفسي والاجتماعي
قد تؤدي الألعاب الإلكترونية لانعزال الطفل، وحب الذات والأنانية، وقد تدفعه لممارسة العنف أيضا، وربما تدفعه للسرقة من والديه ليستمر باللعب مع أصدقائه في بعض الألعاب. من أجل ذلك، يحتاج الأمر إلى الضبط من أسرته، حيث إن البعض يعتقد أن تلك الألعاب آمنة بما أنها ليست مواقع جنسية، لكن الحقيقة أن مثل هذه الألعاب تحمل الخطورة ذاتها على كل المستويات، الجسمانية والعقلية والاجتماعية والنفسية للطفل.
ينبغي على كل أسرة التنبه لأطفالها، ومشاركتها على الأقل للتدخل والتوضيح والإصلاح وقتما يتطلب الأمر ذلك، وتراقب دون إلغاء حريتهم، إلى جانب إدارة الأمر دون تسلط، لتنشئة طفل سليم وسويّ. الحل إذاً يمكن بعودة الأطفال إلى الألعاب التقليدية القديمة والصحية قبل كل شيء.
الألعاب التقليدية القديمة
تُعدّ الألعاب التقليدية القديمة (الشعبية) كما تصفها معلمة التربية الرياضية نور البلبيسي ظاهرة من ظواهر النشاط الاجتماعي، وأداة من أدوات الاستمتاع والترويح عن النفس.
كما أن تلك الألعاب وخصوصا الحركية منها: كالكرات والعصي والحجارة، أو كرات الزجاج الملون (البلي) ونطّ الحبال وغيرها، تلعب دورها في تعليم الأطفال مهارات التفكير وحسن التصرف، واحترام حقوق الجماعة.
والأهم، كما ترى البلبيسي، أنها تحافظ على صحة الطفل البدنية، لاعتبارها كأي نشاط بدني؛ فتساعده على تنمية مهاراته الحركية وتعزيز لياقته البدنية، وتقوية عظامه وعضلاته، ومن ثم الحصول على وزن صحي في ظل ارتفاع معدلات السمنة لدى الأطفال.
لذلك تتسم تلك الألعاب بجمعها بين الفوائد الخلقية والبدنية والنفسية والاجتماعية والسلوكية والوجدانية، نظرا لدورها في تجسيد روح التعاون والألفة بين الجماعة؛ إذ من خلال اشتراك الطفل مع زملائه في اللعبة فإنه يكتسب مع الوقت القدرة على صقل تجربته وخبراته، من جهة.
ومن جهة أخرى، يعتاد الطفل بسببها الاعتماد على نفسه بل والدفاع عنها، وتدربه على الالتزام بقوانين وشروط اللعب، إلى جانب تعليمه الصبر والمثابرة أثناء ممارسة اللعبة.
وما تخلص إليه البلبيسي، الدعوة لخلق حاجة ماسة إلى ضرورة استبدال هذه الألعاب الإلكترونية بالألعاب القديمة قبل أي شيء، في ظل وجود جيل يقضي معظم وقته على الأجهزة الإلكترونية المختلفة بساعات كبيرة، مقابل عدم استثمار وقته بالألعاب المفيدة والصحية.
(فوشيا)