تظهر ترهّلات البطن جرّاء تراكم الدهون الحشوية في منطقة البطن بخاصّة، والتي يمكن أن تطلق رواسب دهنية في مجرى الدم. ويعتبر تراكم الدهون في الدم هو المسؤول عن غالبية المشكلات الصحيّة المرتبطة بالسُمنة، مثل: النوع الثاني من السكّري، والارتفاع في ضغط الدم، وأمراض القلب… ووفق “منظمة الصحة العالمية”، فإن السُمنة المركزية أو دهون البطن تُعرَّف بكونها زيادة محيط الخصر عن 94 سنتيمترًا للرجال، و80 سنتيمترًا للنساء، أو زيادة نسبة الخصر إلى الورك. وقد يصيب هذا النوع من السمنة أيضًا الأشخاص الذين يمتلكون مؤشر كتلة جسم طبيعيًّا.
لكن، يغيب النظام الغذائي أو المنتج الذي يمكنه إحراق دهون البطن خلال وقت قصير، إذ قد يحتاج التخلّص من هذه الدهون إلى الجهد والوقت، بخاصّة إن كان الجسم يخزّن الدهون بشكل طبيعي في منطقة البطن. للتخلص من هذه الدهون، يجب استهلاك كمية أقل من السعرات الحرارية، مقارنة بما يتم إحراقه منها، يوميًّا، إذ يساعد النظام الغذائي مُحدد السعرات الحرارية، مع ممارسة التمارين الرياضية، في التخلص من الوزن الزائد، وإجمالي الدهون في الجسم.
خسارة الوزن لحياة صحية
تشرح اختصاصيّة التغذية ديانا عميش، أنه “في معظم الأوقات، عندما يرغب المرء في التخلّص من دهون الكرش، هو غالبًا ما يبحث عن نظام غذائي مخسس سريع المفعول، لو أن خبراء التغذية يجمعون على أن التخلص من الدهون لا يتحقق عن طريق نظام غذائي مخسس سريع، بخاصة عندما يتعلق الأمر بدهون الكرش، فوزن الجسم عبارة عن وزن كل من المياه، والعضل، والدهون فيه. وعند لجوء المرء إلى الطرق السريعة في التخسيس، هو يخسر المياه، ما يجعله يتعرض لخسارة المعادن والفيتامينات”.
بالمقابل، تنصح عميش على التركيز على حمية تجعل خسارة الوزن تتحقق بصورة تدريجية، للحظي بحياة صحيّة”.
نظام غذائي متكامل
مواصفات الحمية الصحية، بحسب عميش:
1. تدعو الحمية الصحية إلى تناول الكثير من الألياف القابلة للذوبان، والتي تمتصّ الماء، وتشكّل ما يشبه الهلام (جِل)، الذي يساعد في إبطاء الطعام، أثناء مروره عبر الجهاز الهضمي.
تشير الدراسات إلى أن هذا النوع من الألياف يعزّز فقدان الوزن، من خلال المساعدة في الشعور بالشبع، ما يقلّل أيضًا من عدد السعرات الحرارية التي يمتصّها الجسم من الطعام. أضف إلى ما تقدّم أن الألياف القابلة للذوبان قد تساعد في محاربة دهون البطن.
وفي هذا الإطار، لاحظت دراسة تناولت أكثر من 1100 بالغ أنه مقابل كل زيادة 10 جرامات في الكم المتناول من الألياف القابلة للذوبان، ينخفض اكتساب دهون البطن بنسبة 3.7٪ على مدى 5 سنوات.
تشمل المصادر الممتازة للألياف القابلة للذوبان:
بذور الكتان والأفوكادو والبقوليات والتوت (البلاك بيري).
2. تدعو الحمية الصحيّة إلى الحدّ من استهلاك الأطعمة، التي تحتوي على الدهون المشبعة، بخاصّة أنّ الدهون المشبعة هي عبارة عن الهيدروجين المضاف إلى الدهون غير المشبعة. ولطالما ارتبطت هذه الدهون بالالتهابات وأمراض القلب ومقاومة الإنسولين وكسب الدهون في البطن.
3. تدعو الحمية الصحية إلى البعد عن تناول الكثير من الأطعمة السكرية، لأن سكر الفروكتوز يتصل بالعديد من الأمراض المزمنة، عند تناوله بكثرة، ومنها أمراض القلب والنوع الثاني من السكري والسمنة وأمراض الكبد الدهنية.
4. تشجّع الحمية على تناول الفاكهة بدلاً من شرب عصيرها.
5. تشدد الحمية على ضرورة ممارسة الرياضة، بخاصة التمارين القلبية (كارديو)، التي تمثّل طريقة فعّالة لتحسين الصحة، وإحراق السعرات الحرارية متوسطة أو عالية الكثافة. تدريب القوة (رفع الأثقال)، بدوره، هامّ للغاية في الحفاظ على كتلة العضلات واكتسابها، فقد أظهرت الدراسات أنه من أكثر أشكال التمارين فعاليّةً في خفض دهون البطن.
إشارة إلى أن فقدان الوزن يتطلب دائمًا بذل الجهد، والالتزام، وهو ما يتحقق بعد المثابرة على اتباع حمية تتمتع بالمواصفات سالفة الذكر.
(سيدتي)