يُعتقد أنّ النساء اللواتي يمضين الكثير من الوقت معاً أو يتشاركن السكن يبدأن الحيض في الوقت نفسه من كلّ شهر، وهذا ما يُطلق عليه “تزامن الدورة الشهرية”. فهل هو حقيقة أم مجرّد خرافة؟ في ما يلي، نستعرض ما جاءت به أحدث الدراسات في هذا السياق:
تأثير مكلينتوك McClintok effect
إنّ فكرة تزامن الدورة الشهرية ليست بجديدة؛ فقد تمّ تناقلها من الأمهات إلى بناتهن ومناقشتها لعدّة قرون. ولكنّها لم تأخذ الطابع العلمي قبل أن تقرر الباحثة مارثا مكلينتوك إجراء دراسة على 135 امرأة يعشن في إسكان جامعي لمعرفة ما إذا كانت دوراتهن الشهرية متزامنة.
لم تأخذ الدراسة في عين الإعتبار عوامل مؤثر ة أخرى مثل وقت الإباضة لدى النساء لكنها اعتمدت على تتبع الوقت الذي يبدأ فيه النزيف الشهري لديهن. وخلصت مكلينتوك إلى أنّ دوراتهن الشهرية كانت منزامنة وبعد ذلك، سُميت تلك الظاهرة بـ”تأثير مكلينتوك”.
ولكن، ما الذي كشفته أحدث الدراسات في هذا السياق؟
مع ابتكار التطبيقات التي تساعد على معرفة توقيت الدورة الشهرية، بات من السهل جمع البيانات المتاحة لمعرفة ما إذا كان تزامن الدورة الشهرية حقيقة أم مجرّد خرافة.
في عام 2006، أكّدت دراسة صينية أنّ تزامن الدورة الشهرية بين الصديقات مجرّد شائعة. واعتمدت الدراسة على جمع بيانات من 186 امرأة يتشاركن السكن في الصين. وخلصت الدراسة إلى أنّ أي تزامن في الدورة الشهرية كان في نطاق المصادفة. كذلك، كشفت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة أكسفورد وشركة تطبيق الدورة الشهرية Clue على 1500 امرأة أنّه ليس هناك علاقة ما بين الدورة الشهرية والعيش المشترك.
ولكن، في دراسة صغيرة أجريت في عام 2017، تبيّن أنّ 44% من المشاركات اللواتي كنّ يعشن مع نساء أخريات قد اختبرن ما يُعرف بتزامن الدورة الشهرية. كما أنّ أعراض الدورة الشهرية مثل الصداع النصفي كانت أكثر شيوعاً لدى النساء اللواتي يتشاركن السكن؛ الأمر الذي يشير إلى أنّ النساء قد يؤثرن على بعضهم البعض بطرقٍ تتجاوز توقيت الدورة الشهرية.
فما الذي يحدث في الواقع؟
حتى الآن، لم يظهر العلم أي سبب كيميائي أو هرموني لتفسير تزامن الدورة الشهرية مع صديقتك المقربة أو زميلتك في الغرفة. ولكن، هناك تفسير له علاقة بالرياضيات: إنّها مسألة وقت؛ مع مرور الوقت، لا بدّ من أن تتزامن دورتك الشهرية مع صديقتك خصوصاً إذا كان طول الدورة لديك 3 أسابيع في حين أنّ طول الدورة لديها 5 أسابيع.
(عائلتي)