تقطُّع نوم الطفل من المشكلات الأساسية التي تواجه كل أمّ، وهو الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على نسق النمو لديه، إذ عندما ينام فإن الغدة النخامية تنشط بشكل أفضل لإنتاج هرمون النمو، إلى جانب أهمية النوم في التأثير على قدرات التعلم لديه.
ومن جهة أخرى، عدم حصوله على قسط كافٍ من الراحة يؤثر على مزاجه، فيبدو أكثر عصبية وحساسية.
لا ينام بسهولة
اختصاصية التغذية روان عطا تردّ صعوبة نوم الطفل ليلاً لعدة أسباب، منها: شعوره بالجوع، وهو ما يستوجب على الأم الحرص على إعطائه الحليب قبل موعد نومه لغناه بالتريبتوفان، وهو من الأحماض الأمينية الأساسية لتحسين جودة النوم. كما أن الحليب يحتوي على المغنيسيوم والزنك الذي يحسن امتصاص التريبتوفان في الجسم ويساعده بالتالي على الاسترخاء.
هل من أطعمة تساعده على النوم بسرعة؟
جملة من الأغذية الغنية بالمعادن والأحماض الأمينية، تساعد الطفل على النوم والاسترخاء وتعدل دورة النوم لديه، تستعرض الأخصائية عطا أمثلة عديدة منها:
الموز
يحتوي الموز على مستويات عالية من البوتاسيوم والمغنيسيوم، وهما من الأملاح التي تحفز ارتخاء العضلات، كما يساعده على الشعور بالشبع ويمنع حالة الجوع الليلي عنده لغناه بالألياف.
الفراولة والكرز
الفراولة من الاختيارات الجيدة لكي ينام الطفل جيداً، حيث إنها خفيفة على المعدة وسهلة الهضم في الليل، وتحتوي على مستويات عالية من الميلاتونين الذي يُشعر الطفل بالراحة، أما إطعامه الكرز بعد العشاء لا يسهل خلوده إلى النوم فقط، بل يزيد من فترة نومه العميق، ويقلل من التقطعات والاستيقاظ في الليل.
الأناناس
يحتوي على المعادن والأنزيمات الأساسية مثل البروميلين الذي ينظم إيقاع الساعة البيولوجية، ويحسن جودة النوم، كما أنه ينظم عمل الميلاتونين في الدماغ، إلى جانب غناه بالألياف.
وفيما يتعلق بطريقة إطعامه وجبة الفواكه، فتكون بغسلها جيداً وتقشيرها ومن ثم هرسها بصورة جيدة، على أن تتكون من 2 – 3 ملاعق صغيرة، كما ليس من الضروري أن يُعطى أكثر من نوع في الأسبوع، والاكتفاء بنوع واحد فقط.
المكسرات
قد يستغرب البعض كيفية تقديم المكسرات مثل: اللوز والكاجو والجوز للطفل وهو في سن صغير، ولكن الحقيقة تشير إلى أهميتها له لغناها بالميلاتونين، لذلك فهي تساعد الأطفال على النوم المريح.
إضافة إلى ذلك، فهي توفر كميات من المغنيسيوم وفيتامين (B)، وهما من العناصر الأساسية في عمل الجهاز العصبي، حيث تساهمان في تخفيض مستويات التوتر، وتساعدان على تحقيق حالة الهدوء والاسترخاء التي تمهد للنوم وتزيد القدرات العقلية لديه، وذلك من خلال طحنها مع طعامه.
أما أهم السوائل التي تساعده على النوم؟
لأن سبب قلق الأطفال وبكائهم لساعات قد يكون سببه مشكلات سوء الهضم والكثير من الغازات والانتفاخات، وهذا ما لا يُشعره بالراحة، عندئذٍ يتوجب على الأم علاج المغص من خلال الأعشاب.
لذلك، توصي الأخصائية عطا بتقديم مشروبات تساعد الطفل فعلاً على النوم العميق لشعوره بالراحة بعد شربها، منها على سبيل المثال:
اليانسون
يُعدّ من الأعشاب التي تتميز بقدرتها على تهدئة الأعصاب، وتخفيف ألم المعدة والمغص المعوي الذي يصيب الأطفال، حيث يتم تحضيره من خلال غلي كوب من الماء وإضافة ملعقة كبيرة من بذور اليانسون إليه، ثم تصفيته وإعطاء كمية قليلة منه للطفل، شريطة عدم تحليته بالسكر أو العسل إذا كان عمره يقل عن 6 أشهر مع عدم الإكثار منه.
البابونج
البابونج يتميز بخصائصه الطبيعية الفعالة في التخلص من المغص الذي يصيب الأطفال، والتقليل من انقباضات المعدة، وما أثبتته أزهار البابونج مدى فعاليتها في علاج حساسية الصدر التي تصيب الأطفال والتي تؤرق نومهم.
أما عن تحضير مشروبها، فيكون من خلال غلي كوب من الماء وإضافة ملعقة كبيرة من أزهارها ونقعها عدة دقائق، وبعدها يُفضل تقديم المغلي للطفل قبل نومه بساعة أو نصف ساعة.
شروط تناوله الأعشاب
لكي تكون الأعشاب صحية جراء عدم تعرضها لأي ملوثات، يُفترض أن تكون من إنتاج إحدى الشركات المعروفة، ويتم شراؤها من الصيدليات، إلى جانب تقديمها بكمية صغيرة، وعند اللزوم فقط، والحذر من الإكثار منها، لكي لا تضر جهاز الطفل العصبي الذي لم يكتمل بعد.
وما توصي به عطا أيضاً عدم الإكثار من اليانسون للرضيع، وذلك لأضراره الخطيرة، حيث يؤدي إلى حالة من التأثير السلبي على جهازه العصبي، وذلك لاحتوائه على مادة الأنيتول التي تعمل على زيادة عصبيته وإصابته عند الكبر بالعته والبلاهة .
(فوشيا)