يسعى كثيرون لتخفيف وزنهم والوصول إلى الوزن المثالي باتباع حميات أو خلطات أعشاب أو أدوية مخصصة للتنحيف كما تدعي الإعلانات التجارية، للوصول إلى هدفهم بأسرع وقت وأقل جهد.
ومن تلك الحميات التي يتبعونها أحياناً حمية البطيخ أو حمية اللبن والتمر، أو حمية الكيتو وغيرها الكثير من الحميات، أو خلطات الأعشاب المتداولة كثيراً بين الناس.
فهل هذه الحميات تُجدي نفعاً؟
تُعد هذه الحميات الغذائية قاسية بسبب قلة كمية السعرات الحرارية الموجودة فيها مقارنة بكمية السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى مخاطر كبيرة على صحة متبعيها على المدى البعيد، بحسب أخصائية التغذية روان عطا.
ومن تلك المخاطر، التقليل من معدل عمليات الأيض، والشعور بالتعب ونقص العناصر الغذائية، واحتمالية خفض الخصوبة، وضعف المناعة وضعف العظام.
وفيما يتعلق بخلطات الأعشاب، فهي لا تساعد فعلياً على التنحيف كما يدعي كثيرون، وإنما هي مسألة تجارية ولا أساس لها من الصحة، كما أن وجود بعض منتجات العطارة التي توهم الفرد بأنها ستعمل على تخسيسه أو نحافته هي في الأصل تتسبب في الإضرار بصحته وبحياته، وفق عطا.
فما يحدث داخل بعض محال العطارة لتقديم خلطات أو تركيبات مجهولة للتنحيف أو زيادة الوزن، أو تقديم تلك الوصفات عبر الإعلانات التي تنتشر عبر شاشات التلفاز التي توهم المشاهد بقدرتها على تحقيق القوام المناسب، كلها أخطاء شائعة ولا أساس لها من الصحة، بل في الواقع هي خلطات تنحيف وهمية.
لذلك، لا بد من الحذر من اتباع حميات قليلة السعرات أو تناول تلك الخلطات لاحتوائها على أعشاب مدرّة للبول، كما أن تناولها من أجل التخسيس والقوام الرشيق قد يسبب لمن يتبعها في بعض الحالات انخفاضاً حاداً في ضغط الدم ما قد يؤدي إلى الوفاة، كما تقول الأخصائية عطا.
للوقاية من السُّمنة
لأن كثيرين لا يحبون اتباع أنظمة تقيدهم أثناء اختيار الأطعمة، فإنه يمكنهم اتباع التغذية الحدسية، بدلاً من الحميات الغذائية غير الصحية، والتي ترهق الجسد والروح وتفسد الشهية. وكما ترى عطا، فإن التغذية الحدسية، هي فلسفة تغذية قائمة على افتراض أن الانسجام والتناغم مع إشارات الجوع الطبيعية للجسم الذي ينصاع فيه الشخص إلى رغبته بانتقاء ما يشاء من طعام يستلذّ به بالدرجة الأولى، مع الانتباه الدقيق لإشارات الجوع الداخلية والحاجة للطاقة.
كما تُعد تلك التغذية الحدسية وسيلة أكثر فاعلية للحصول على وزن صحي تعتمد على تناول الطعام بشكلٍ واعٍ، وعلى الإنصات للجسم لمعرفة إشارات الجوع الطبيعية، وهي عملية تهدف إلى إنشاء علاقة صحية بين الغذاء والعقل والجسم، ما يجعلها علاجاً شائعاً لاضطرابات التغذية والتغذية المضطربة.
كيفية تطبيق ذلك
لمعرفة ذلك، يتعين تركيز الشخص على حاجة جسده، والأشياء التي يشتهيها فعلاً، وعدم السماح لإغراءات أخرى تُشغله عن نفسه وإنما التأني ومعرفة ما الذي يريده جسده؛ بحيث عندما ينفصل الفرد عن إحساسه الداخلي بالشبع، يصبح من السهل تنشيطه واستثارته بالمؤثرات الخارجية للأكل، والتي يمكن أن تكون عاطفية من جهة، أو “لأن الوقت قد حان” أو لوجود مناسبة أو قواعد تقتضي تناول الطعام من جهة أخرى.
وهذا الأمر، بحسب عطا، يمكن أن ينجح بشكل جيد إذا ما حرص الشخص على تناول طعامه ببطء، ومحاولة تخصيص على الأقل 30 دقيقة بأكملها لتناول وجبة الطعام بأطباق صغيرة، أو إذا اقتضى الأمر البحث عن مكان هادئ ومريح للاستمتاع بكل مضغة طعام.
(فوشيا)