بعد عملية القلب المفتوح..هل تستطيع المرأة ممارسة العلاقة الحميمية؟

بينت العديد من الدراسات أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بأمراض شرايين القلب من النساء، ويعود السبب في ذلك إلى الهرمون الأنثوي (الأستروجين)، والذي يعمل كدرع ضد تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.

في حين أن نسبة إصابتهنّ بأمراض تصلب شرايين القلب، بعد سن اليأس، ترتفع بشكل ملحوظ لنقص هذا الهرمون، كما أن معدل عمر الإصابة عند النساء أكبر منه عند الرجال بعشر سنين تقريبا، وقد تصاب النساء في سن أبكر نتيجة عوامل داخلية أو خارجية كالوراثة أو ارتفاع نسبة الدهنيات وأمراض السكري والسمنة الزائدة والتدخين.

أثناء عملية القلب المفتوح

الأستاذ المساعد في قسم جراحة القلب والأوعية الدموية الدكتور محمد حسن الشلالدة يؤكد أنه وبعد عمليات القلب المفتوح تبيّن أن 30 – 40% من المرضى الذين أجريت لهم عمليات قلب مفتوح قد يعانون من الاكتئاب والقلق الممتد من أسابيع إلى أشهر.

أما النساء، فإنه وبعد إجراء عملية القلب المفتوح تبيّن أن أكثر ما يعانينه من قلق واضطراب يعود إلى عاطفتهن التي تطغى عليهن، إلى جانب اهتمامهن الزائد بالعائلة.

في حين أن من أكثر ما يؤثر على المرأة أو الفتاة صغيرة السن، أن هذا النوع من العمليات قد يسبب لها خجلاً في المستقبل لوجود ندبة جراحية في منتصف الصدر قد تتصاحب بندب أخرى في الساقين كما في عمليات تطعيم شرايين القلب؛ ما يضطرها أحياناً لإجراء عمليات تجميلية.

لذا يحرص الجراحون عند إجراء عمليات للمرضى صغار السن بتصغير الشق الجراحي قدر الإمكان أو استبداله بآخر يكون تحت الثدي إن كانت طبيعة العملية تسمح بذلك، كما يمكن إجراء عمليات تجميلية للندب الجراحية فيما بعد، ولمن أراد، بحسب الشلالدة.

تأثير عملية القلب على العلاقة الحميمية

السؤال المتكرر كثيرا عند النساء كما هو عند الرجال، يتعلق بتوقيت وإمكانية عودة العلاقة الحميمية كسابق عهدها.

وعن هذا السؤال يجيب الشلالدة بأن الدراسات التي أجريت على عينات كبيرة من المرضى الذين أجريت لهم عمليات قلب مفتوح عانوا من انخفاض في درجة الرغبة الجنسية بنسب متفاوتة، ولكن بعد مرور ما يقارب الأربعة أشهر على تاريخ إجراء العملية عادت العلاقة كما سابق عهدها بل وأفضل.

أما من الناحية الفسيولوجية ومقدرة المرضى على القيام بالعلاقة الحميمية من الناحية البدنية؛ فيفضل الشلالدة انتظار المريض مرور شهرين على الأقل لكي تلتحم عظمة القص التي تتوسط الصدر والتي تم قصها طوليا خلال العملية.

بالمقابل، يمكن ممارسة العلاقة قبل تلك الفترة ولكن بحذر شديد أو استبدالها بأشكال أخرى لا تستدعي الحركه الشديدة.

وما يجدر ذكره، أن غالبية السيدات اللاتي تُجرى لهنّ عملية قلب مفتوح هنّ سيدات كبيرات في السن، ومعظمهنّ تعدينَ سن اليأس؛ ما يعني أن الرغبة الجنسية عندهنّ بالأصل أقل من الطبيعي.

وعادة هؤلاء النساء لا يكترثنَ كثيرا للناحية التجميلية، بخلاف صغيرات السن اللاتي ينقسمنَ إلى قسميْن: بعضهنّ يتقبل الوضع على ما هو عليه، لتركيزهنّ الأكبر على نجاح العملية وتمامها، خصوصا أن احتمالية الموت واردة ومتوقعة.

أما القسم الآخر وبالذات اللاتي أجريت لهنّ عمليات قلب بسبب آخر غير تصلب الشرايين كأمراض الصمامات أو العيوب والتشوهات الخلقية بالقلب، يكنّ عادة صغيرات بالسن ويعرنَ اهتماما كبيرا لعمليات التجميل خشية ضعف احتمالية زواجهنّ إن لم يعالجنَ تلك الندب والتشوهات، كما يرى الشلالدة.

ما قبل وبعد العملية

بالأصل جميع المرضى الذين أجروا عملية قلب مفتوح تقريبا كانون يعانون من مشاكل تؤثر على حياتهم كصعوبة التنفس وآلام الصدر والتعب المستمر لمجرد بذل أقل مجهود، إلى جانب خفقان القلب. ولكن كل تلك المشاكل تقريبا تتعافى بالجراحة.

وفيما يخص حاجة المريض إلى الطبيب النفسي، فقد تكون هناك حاجة له في حالات معينة، كالهذيان الذي يصيبه أو يصيب البعض منهم، خاصة وهم في قسم العناية الحثيثة، وكذلك لبعض المرضى الذين أجريت لهم عملية القلب المفتوح نتيجة إصابتهم بحالة اكتئاب قوية، وفق الشلالدة

(فوشيا)

شاهد أيضاً

6 أشياء تقتل حبك لزوجك

الحب وحده لا يكفي لاستمرار الزواج، ولكنه شيء رئيس في سعادة الزوجين، بالتأكيد تزوجتِ لأنكِ …