مرت أديل ألين وهي أم لطفلين بتجربة ربما تكون غريبة على مسامع البعض، فقد استمرت في إرضاع طفلها البكر الذي كان يبلغ من العمر 5 أعوام والذي كان دائماً ما يبدي رغبته في ذلك بالتزامن مع إرضاعها لطفلتها ذات العام، لكن أديل ليست الأم الوحيدة، بل هنالك العديد من الأمهات حول العالم ممن مررنَ بالتجربة نفسها.
ففي حال مشابهة، تعرضت مديرة مجموعة الرضاعة الطبيعية على الإنترنت، ليزا بريدجر إلى انتقادات واسعة من الرأي العام متهما إياها بسوء معاملة الأطفال، بعد أن قامت بتحميل صور لها وهي تقوم بإرضاع طفليها اللذيْن تجاوزا سن الفطام بوقت طويل.
تقول بريدجر: “لقد تلقيت تحذيرات أيضا من أحد العاملين في المجال الاجتماعي باعتبار أنني لا أملك الحق في نشر صور طفليّ وهما يرضعان، لكن ما يجهله البعض، أن طفليّ يعانيان من مرض التوحد، وإرضاعهما هي الوسيلة الوحيدة لتهدئتهما.
أما في عالمنا العربي، فقد تصدرت الأسترالية من أصول عربية، مها الموسى والتي هي في العقد الخامس من عمرها عناوين الصحف قبل بضع سنوات، عندما صرحت لصحيفة “وومينز داي” بأنها لا تزال ترضع طفلتها أمينة البالغة من العمر 6 سنوات، وأكدت أنها لن تتوقف عن إرضاعها حتى تبدي طفلتها الرغبة في التوقف.
رضاعة متأخرة جدا
يعتقد العديد من الناس أن إرضاع الطفل بعد سن الفطام ربما يكون مضرا نفسيا له خصوصا عندما يكبر ويتذكر ذلك، في حين هنالك آراء أخرى ترى أن الطفل في هذا العمر لا يحتاج للرضاعة الطبيعية كمصدر للغذاء، بل كوسيلة للتواصل العاطفي مع أمه، ومن هنا يبرز دور العلم في تشخيص مثل تلك الحالات.
لذلك، يرى الخبير في مجال الرضاعة ورعاية الأطفال بينكي ماكاي أنه إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في التواصل، فالرضاعة الطبيعية هي طريقة رائعة لمساعدته وتلبية احتياجاته العاطفية التي قد لا يتمكن من التعبير عنها بطرق أخرى، كما أن حليب الثدي من الناحية الغذائية يحتوي على عناصر مفيدة في أي عمر.
من جهتها، لم تحدد منظمة الصحة العالمية عمرا محددا لسن الفطام، وتركت الباب مفتوحا لأي عمر بعد السنتين، حيث قالت: “إن الرضاعة الطبيعية يجب أن تستمر لمدة ستة أشهر على الأقل كأفضل وسيلة لتغذية الرضع، بعدها يجب أن يتلقى الرضع الأطعمة التكميلية أو استمرار الرضاعة الطبيعية حتى سنتين أو أكثر.”
نصائح طبية للبدء بالفطام
من ناحية أخرى، تورد اختصاصية طب الأطفال الدكتورة شيرين رضا مجموعة من التوصيات عند البدء وأثناء عملية فطام الرضع، منها على سبيل المثال: تقليل عدد الرضعات الطبيعية وكذلك الوقت المخصص للرضاعة خلال اليوم بشكل تدريجي.
بالإضافة إلى تقديم الأطعمة التكميلية المسلوقة كالكوسا والبطاطا والفواكه وبعض الشوربات بشكل تدريجي، إلى جانب مجموعة من الفيتامينات تحت إشراف طبيب الأطفال.
المحاذير
وما حذرت منه الدكتورة رضا هو تجنب فطام الطفل في فصل الصيف كي لا يصاب بالنزلات المعوية، وتجنب ارتداء الأم لملابس مفتوحة من جهة الصدر لمساعدته على نسيان الرضاعة، والتركيز على توفير الألعاب له من أجل تشتيت انتباهه عن الرضاعة. وأخيرا، عدم إهماله خلال فترة الفطام والحرص على ضمه وإشعاره بالحنان.
(فوشيا)