ظهرت على أماندا ويليام علامات البلوغ المبكر في سن السابعة، وهي فتاة أمريكية من أصول إفريقية، تقول: “أتذكر أن ثدياي بدآ بالبروز تدريجياً في سن السابعة وكانت بنية جسدي تبدو أضخم، وقامتي أطول بشكل لافت بالمقارنة مع زميلاتي في الصف”. وتضيف: “إن هذا الأمر كان يشعرني بالاختلاف والألم النفسي”.
فما هي أسباب البلوغ المبكر عند الفتيات؟ وهل يتسبب البلوغ المبكر للفتيات بمشكلات صحية ونفسية على الأمد البعيد؟
غالباً ما يبدأ سن البلوغ الطبيعي للفتيات بين سن 9 – 12 سنة، لكن البلوغ المبكر ربما يبدأ في سن 7 – 8 سنوات عند الفتيات، دون الاستمتاع بمرحلة الطفولة، وتقع المنطقة المسؤولة عن ذلك في الدماغ والتي تساعد على التحكم في وظيفة الغدة النخامية، وتعطي إشارة إلى الغدة لإطلاق الهرمونات التي تحفز المبيضين لدى الفتيات.
تتلخص علامات البلوغ المبكر لدى الفتيات في نمو الثديين، ونمو شعر العانة والإبطين، وظهور حب الشباب، بالإضافة إلى نمو البنية الجسدية بشكل لافت، وتغير رائحة الجسد وحصول فترة الطمث الشهرية، بحسب إجماع عدد من اختصاصيي الغدد الصماء.
أسباب حدوث البلوغ المبكر
يعود حدوث البلوغ المبكر عند الفتيات إلى عدة أسباب منها: مشاكل صحية تتمثل بالسمنة المفرطة، والإصابة بمتلازمة ماكيون أولبرايت، وقصور الغدة الدرقية أو تضخمها، إلى جانب مشاكل المبيض والدماغ.
أو ربما أسباب بيئية كالتعرض لبعض المواد الكيميائية الموجودة في الهواء أو في بعض الأدوية ومستحضرات التجميل مثل الأستروجين والتستوستيرون. كما يمكن أن يكون للبلوغ المبكر أسباباً مناخية أو عرقية أو وراثية، فربما يبلغ الأب أو الأم في سن مبكر، وهو الأمر الذي يحدث لبناتهم أيضاً.
عندما تبلغ الفتاة في سن مبكر فإن بنيتها الجسدية وطولها ينموان بشكل لافت، لكن نمو العظام يتوقف بعد ذلك في وقت مبكر عن الطبيعي، لذلك تبدو قامة الفتاة أقصر بشكل لافت بقية حياتها مقارنة بغيرها من الفتيات ممن بلغنَ في السن الطبيعي.
تبعات البلوغ المبكر
يشكل البلوغ المبكر مشكلة عاطفية واجتماعية للفتاة، فقد تشعر بالحرج من التغيرات الجسدية التي تحدث لها، مثل بدء الدورة الشهرية أو نمو الثدي، وربما تتعرض للمضايقات من زميلاتها، وبالتالي تصبح مزاجية وغاضبة، فتُصاب بالاكتئاب، وقد يتدنى تحصيلها الدراسي.
وقد لا يقف الأمر عند المشكلات النفسية وحسب، فقد يتعداها إلى مشاكل صحية أيضاً. فمن خلال الدراسات التي أجريت أثبتت أن نسبة الإصابة ببعض الأمراض ترتفع لدى الفتيات اللاتي بلغنَ في سنّ مبكر مثل: الإصابة بسرطان الثدي وأمراض القلب وخطر التعرض للجلطات، إضافة إلى حدوث الانقطاع المبكر للدورة الشهرية.
ضرورة المراقبة والمتابعة
وهنا يبرز دور الوالدين في تتبع ومراقبة الوضع الصحي لابنتهم من خلال مراقبة نمو جسدها وطلب المساعدة الطبية لتجنب التبعات والأضرار التي يمكن أن تلحق بالفتاة فيما بعد.
أما اختصاصي أمراض الغدد الصماء عند الأطفال الدكتور وسام فياض فيقول: “إذا كانت أعراض البلوغ المبكر لدى الفتيات مؤقتة نكتفي نحن كأطباء بالمراقبة، لكن إذا تبين أن البلوغ المبكر حقيقي، حينها لا بد من حقن الفتاة بحقنة دوائية مرة كل شهر لتوقف عمل الغدة النخامية عن إطلاق الهرمونات بشكل مؤقت إلى حين بلوغها سن البلوغ الطبيعي، فتعود الغدة النخامية للعمل مجدداً بعد وقف الحقن.”
أما عن سبل الوقاية، فيقول استشاري طب النساء والولادة والعقم الدكتور محمد ملك، “إن أفضل وسائل الوقاية هي الابتعاد عن المصادر الخارجية للأستروجين والتستوستيرون، وممارسة الرياضة، والمحافظة على الوزن الصحي.”
(فوشيا)