أظهرت دراسة طبية أخيرة أن “لحظات عمل لا شئ” التي قد تمرين بها عند الاستيقاظ من النوم، هي ضرورية وممتعة بحيث تساوي في أهميتها الصحية ما تساويه الأساسيات الثلاثة الأخرى المعروفة، وهي الغذاء والتمارين و والنوم.
هذه الدراسة البحثية التي أجريت في ما يسمى بـ “مستجدات طقوس الحياة في ظل الكورونا”، قام بها باحثون من “مجموعة طب النوم المهني” في جامعة ولاية واشنطن، ونشرتها مجلة “هاربر بازار” النسائية; وفيها وصفوا لحظات استرخاء الصحوة من النوم و “عدم القيام بأي شئ” بأنه “الأحجية الرابعة” في حياة المرأة، وزادوا على ذلك بأن لحظات “عدم القيام بأي شئ” لاتقل أهمية عن البديهيات الصحية التقليدية التي تحفظ للحياة الشخصية توازنها وتجددها.
سرّ لحظة إغماضة العين
تقول الدراسة أنك تقومين في روتين حياتك اليومية بأداء العديد من الأمور مرارًا وتكرارًا، لكنك تنسين أن تغمضي عينيك للحظة وأنت مثلًا بعيدة عن جهاز الكومبيوتر أو تتناولين الطعام.
يقصدون بالدراسة الإشارة إلى أهمية أن تتركي لنفسك حرية الاسترخاء وإغماضة العين للحظات، في فواصل صغيرة أثناء انهماكك بالعمل اليومي.
وبتعبير آخر، أن تمنحي نفسك فترة أن “لا تعملي شيئا”.. نعم أن لا تعملي شيئا سوى تصفح الهاتف النقال وإرسال واستلام الرسائل والفيديوهات وغيرها من الأمور الرقمية.
السر الرابع في الحياة
لقد أطلقت الدراسة الطبية تعبير “السرّ الرابع في الحياة” على هذه اللحظات المسروقة من بين زحام الحياة اليومية، بالإضافة للأكل والنوم والرياضة، فهو يمثل فترة الراحة التي تمنح الدماغ نعمة التفكير الهادئ للتعامل مع أي مستجدات قد تطرأ في أي لحظة.
ولاحظت الدراسة أن النوم واليقظة والبساطة وكسب العيش والرعاية الذاتية أصبحت هواجس صحية معاصرة، إلا أن أيا منها لا يُميز عمليًا بين الراحة والاسترخاء والترفيه والسرور.
ويصف سوجونج كيم بانج، الباحث المتخصص في هذا المجال، لحظات الاسترخاء وأن لا تعملي شيئًا بأنه مفتاح المعادلة التي تقول “تستطيعين أن تنجزي أكثر وأنت تعملين أقلّ”. وهو في ذلك يوصيكِ بأخذ فترات راحة تقضينها في صمت مطلق، كفواصل بدنية إن كنت تعملين بتركيز لمدة أربع أو خمس ساعات متواصلة.
جديد آخر في هذه الدراسة الطبية هو الوصول إلى حقيقة أن “الراحة ليست شيئا تفعلينه عندما تنتهين من أي شيء آخر”، وهو الذي يسمونه إجازة أو فاصل بين مهمة وأخرى. بل أن الراحة هي “بناء لحظات لا تعملين فيها شيئا” وتتركين فيها نفسك لإغماضة عين كنت تحتاجين لها. فنتائج هذه اللحظات العابرة من الكسل وعدم الانشغال بأي شئ، تكفي لإعادة شحن الجسم بطاقة هدوء تضمن زيادة الإنجاز في وقت أقل.
(فوشيا)