هي سمة كل زوجة، بأن تفتخر بنجاحات زوجها أمام الأهل والأصدقاء والأقرباء، وبأنها لم ترتبط بشخص عادي، بل فيه من الميزات الكثير.
ونجد من تتكلم عن زوجها ونجاحاته وعلوّ مركزه الوظيفي مثلاً، إنما هي تعبر عن سعادتها وشعورها بالافتخار به أينما حلّت، وهو أقصى ما تتمناه، ليس من ناحية مادية فقط ولكن من نواحٍ معنوية أيضا.
مقابل ذلك، هل يفتخر الزوج بنجاح زوجته وتميزها في أي محفل قد تكون فيه؟
يُفترض أن لا تقل المرأة شأنا عن الرجل، برأي المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات، والذي يعتبر نجاحها أمرا مهما لا يمكن إلغاؤه أو تجاهله، حتى وإن كان يُثير غيرة زوجها أحيانا.
والغيرة، كما نعرف، هي حالة طبيعية جدا عند الإنسان، سواءً عند الرجل أو المرأة. لكن، ما لا يتقبله العقل أن يصل الأمر بالزوج إلى حد الغيرة من زوجته والتبرم من نجاحها، فيما هي ليست أي امرأة بل هي الشريكة في كل شيء، ونجاحها من نجاحه. متسائلاً: هل يندرج هذا الأمر تحت باب السيطرة والفهم الخاطئ لمعنى القوامة، أم هو التمسك بالعادات والتقاليد التي تجعل للرجل الحق في التفوق على المرأة في كل شيء؟”
مردّها لعدة أسباب
الأسباب التي تجعل الزوج يغار من زوجته أو يحسدها على نجاحاتها كثيرة، منها كما يوردها العمارات، الموروثات الاجتماعية التي تلعب دورا كبيرا في ذلك، خاصة أنه يتعامل معها على اعتباره الطرف الأقوى والأكثر عطاء وذكاء، مقابل إشعارها بأنها الأضعف والأدنى عقليا وفكريا، وعليها أن تظل تحت سيطرته.
فيما يلعب العامل النفسي ومفهوم الأنا بالنسبة له دورا كبيرا في ذلك، خاصة إذا عدّ نجاحاتها، انتقاصا من شخصيته أو رجولته أو مكانته كزوج، عندها قد يبدأ بإظهار غيرته بنار خفيفة، إلى أن تكبر وتتحول إلى حريق يسعى لتدمير نجاحها ووقف تقدمها، بل وقد يتطور لهدم الاستقرار الأسري، وهو ما يؤدي بالنتيجة إلى تعنيفها وإيذائها. وهذا ما أكدته حوادث عنف كثيرة وقعت على المرأة كان سببها غيرة زوجها من مكانتها ومنصبها في العمل، وفق العمارات.
عقدة تتطلب حلاً
لا بد من تعديل بعض السلوكيات التي يتصف بها بعض الرجال قبل أن يصبحوا أزواجا، كما يرى العمارات، إذ يُفترض البدء بتغيير بعض المفاهيم الثقافية السائدة في المجتمع، والتي تكرس قيمة عمل المرأة وأهمية تحقيقها للنجاح العملي، مع تكريس مسؤولية المرأة الناجحة عن أدوارها كزوجة وأمّ، وأنه لا ينبغي أن يطغى دور على دور آخر في حياتها الاجتماعية.
وعلى الرغم من أن الأكثرية من الرجال يشنون هجومهم اللاذع ضد المرأة الناجحة، ويقرنون نجاحها بفشلها الأسري، الأمر الذي يولد عندهم الغيرة جراء المباهاة بذاتها ربما، والتحدث دوما عن نفسها بنرجسية، واعتبار ما تقوم به هو جهد شخصي أدى إلى نجاحها، إلا أنه ومن أجل الإنصاف، لا أحد ينكر، وجود رجال يفتخرون بتفوق زوجاتهم في كل المجالات والميادين، ويعتبرون أنفسهم السبب والدافع لهنّ على النجاح.
لذلك، يخلص إلى أن نجاح الزوجة ليس إلا إضافة نوعية لحياة الزوجين، قد يتحقق من خلالها ما يطمحان إليه، سواء للرفاه الاجتماعي أو الاقتصادي، أو تحقيق مراتب متقدمة في الحياة يقومان عليها معا، تجعل كل منهما يُشار إليه بالبنان، أما هي فيُقال عنها: “وراء كل امرأة عظيمة رجل”.
(فوشيا)