هي أسئلة تدور في خاطر كل زوجين جديدين عندما يحل شهر رمضان، خصوصاً في ظروف الحجر الصحي، بسبب انتشار فايروس كورونا، والذي يتقابل به الـرجل والمرأة ربما لـ 24 ساعة متواصلة، ولدرء أي مخاوف، أو إحساس بالذنب، جمعنا فتاوى الشيخ الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي. التي يرد فيها على استفسارات الرجال والنساء، حول أحكام تتعلق بالرجال والنساء في فترة الصيام.
1 – ما حكم الجماع في نهار رمضان بموافقة الطرفين؟
الجماع في نهار رمضان للصائمين كبيرة من كبائر الذنوب يوجب التوبة والاستغفار والقضاء والكفرة بصيام شهرين متتابعين، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هلكت، يا رسول الله، قال: “وما أهلكك”؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان” ..
فسمى النبي صلى الله عليه وسلم فعله هلكة وأقره وأمره أن يفدي بعتق رقبة فلما لم يجد أمره بصيام شهرين متتابعين فلما لم يستطع أمره أن يطعم ستين مسكيناً، وذلك دليل على أن هذا الفعل منكر يوجب كفارة عظيمة حتى تكفر سيئته تلك، والمرأة إن كانت مطاوعة فحكمها كما تقرر.
2 – ما حكم تقبيل وحضن الزوجة أثناء الصيام؟
هذا الفعل يسمى مباشرة وهي محرمة على الصائم، لأنه يريد الفطر المتعمد المسمى هلكة والموجب للكفارة العظمى، ومحل ذلك الليل كما قال سبحانه: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} وفعل هذا في نهار الصوم لاسيما للشابين يؤدي إلى فساد الصوم، فإن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
3 – ما حكم التعارف بين الجنسين عن طريق برامج التواصل الاجتماعي أثناء فترة الصيام؟
إذا كان سيؤدي إلى إثارة الشهوة فيحرم عليه، فإن الصوم كما يكون من الطعام والشراب والجماع، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد أو جهل عليك فلتقل: “إني صائم، إني صائم” كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” ومثل الزور كل قول جارح للصوم من غيبة أو نميمة أو سباب أو مثير للغرائز.
4 – هل يجوز للمرأة ارتداء ما يظهر بعض من مفاتنها في نهار رمضان أمام زوجها؟
ليس بين المرأة وزوجها حدود؛ ولكن إذا كان ذلك سيثير الغرائز فينبغي تجنبه حتى لا يؤدي إلى فعل المحظور من باب سد الذرائع.
5– ما حكم تجسس الأزواج على هواتف بعضهم في رمضان؟
تجسس الزوجة على هاتف زوجها أو العكس يعتبر أشد إثماً في رمضان، فإن السيئة خلال هذا الشهر ليست كالسيئة في غيره، إلا أنه لا يفطر الصوم، لكن يُنقص أجره ويعكر صفوه، فيتعين تجنبه دائماً، وفي رمضان بالذات أكثر من غيره.
التجسس على الآخرين ولو كانوا من أقرب الأقربين محرم شرعاً، فقد قال الله تعالي “ولا تجسسوا”، وهو مدعاة لفساد ذات البين، لذا كانت القوانين الناشئة والرادعة في هذا الموضوع “صائبة”، مشيراً إلى أن التغافل في هذا الباب هو الأنفع لبقاء الأسرة وصلاح الحال.
وينصح الدكتور الحداد المرأة التي تشك في زوجها بأن تطلب حقها من غير تعد قائلاً: “على المرأة إن رأت من زوجها ميلاً أو إعراضاً أن تطلب حقها من غير تعد”.
تعاليم الإسلام السمحة تدعو إلى تجنب كل فعل يثير الشك والغيرة ويفقد الثقة بين الزوجين ويؤجج المشاكل بينهما، والتطفل على هاتف الزوج أو الزوجة من دون علم أو استئذان أحدهما يعتبر “عمل غير أخلاقي” يتنافى مع الأسس التي تقوم عليها العلاقات الزوجية الناجحة.
(سيدتي)