لأنه لا حديث للناس الآن إلا عن فيروس كورونا، عقدت منظمة الصحة العالمية اجتماعاً كبيراً لعلماء واختصاصيي السيكولوجي ليجدوا اسماً جديداً يكون بعيداً عن الكورونا فيروس، الذي بمجرد التحدث عنه يصيب الناس حالة من الهلع والرعب، فقاموا بتغييره إلى كوفيد-19.
ويتعين على هؤلاء تجنب نشر الأخبار المرعبة والمروّعة لكي لا يصاب الناس بالفوبيا، وخصوصاً أن العلاج الوحيد هو بالحد من انتشار الفيروس وتقوية المناعة.
والمناعة كما يعرّفها أخصائي التغذية قتيبة محيسن هي مقدرة الجسم على التعرف والتخلص من المواد الغريبة التي تهاجمه، حيث إن الجهاز المناعي يعني الدفاع الطبيعي للجسم ضد الأجسام الغريبة التي تخترق الجلد والغشاء المخاطي، وبالتالي نجد أن الجهاز المناعي يجعل الجسم قادراً على مكافحة أمراض معينة، والغذاء يُعدّ من الدعامات الرئيسية للجهاز المناعي؛ فإذا صاحب سوء التغذية المرض أو الإصابة، فإن هذا الجهاز يصبح مضطراً للعمل بدون مساندة كافية من العناصر الغذائية الضرورية، وهذا من شأنه إضعاف المناعة وزيادة خطورة المرض، وعدم القدرة على مقاومته.
أما في حالة التغذية المثالية، فإن جهاز المناعة يصبح قوياً وبالتالي يستطيع الجسم الدفاع ضد الأمراض المعدية.
تأثير نقص الدهون على الجهاز المناعي
يؤدي نقص الدهون في الغذاء إلى تحسين نظام المناعة في الجسم، وبالتالي يتعين تقليل نسبة الدهون في الجسم من خلال نظام غذائي متوازن ومتعادل يعمل على خفض نسبته، وبالنسبة لنقص الأحماض الدهنية الأساسية فيؤدي إلى تقليل تخليق مركبات سيتوكينيز التي تقلل من المناعة في الجسم.
تأثير نقص الفيتامينات
ولا بد من التكلم عن نقص الفيتامينات الذائبة في الماء والتي تشمل فيتامين (B) وفيتامين (C) المركب حيث يؤدي نقصها مثل مجموعة فيتامينات (B) المركب وتشمل (B1) و (B2) والفلافونات والبيوتين وفيتامين (B12) إلى النقص في تكاثر الخلايا البيضاء، (T) و (B)، كما يقل أيضاً نقص تخليق DNA في الخلايا وكذلك نقص في وظيفة المناعة الخلوية، ونقص في تكوين الأجسام المضادة.
وثبت نتيجة الكثير من الأبحاث انخفاض ملحوظ في وظيفة غدة الثيموس ونقص في إفراز الجلوبيولين المناعي (IG)، أما بالنسبة لفيتامين (C) فإن نقصه يؤدي إلى ضعف وظيفة الخلايا البلعمية وكبت المناعة الخلوية.
وفيما يخص نقص الفيتامينات الذائبة في الدهون (A, K, D, E) فإن النقص الشديد في فيتامين (A) يؤدي إلى ضمور الغدة الثيموسية والطحال ونقص في إنتاج الخلايا اللمفاوية وكريات الدم البيضاء، كما يحدث أيضاً نقص في عدد (IGA) فتضعف الاستجابة لإنتاج الأجسام المضادة، ويحدث كبت أو توقف لعمل خلايا (T) و (B)، والمناعة الخلوية. أما بالنسبة لفيتامين (D) فيؤدي نقصه إلى ضعف الاستجابة للأميونوجلوبيولين ويضعف تكاثر الخلايا اللمفاوية والمقاومة العامة للعائل وبالتالي يزيد العدوى.
أما فيتامين (E) فقد ثبت أن نقصه يؤدي إلى ضعف الاستجابة المناعية ونقص في نشاط خلايا (T) المحلِّلة والخلايا الآكلة البالعة، بحسب الأخصائي.
نقص الأملاح المعدنية
وعن نقص الأملاح المعدنية، يشير محيسن إلى أن النقص في عنصر الحديد بالغذاء يؤدي إلى قلة المناعة الخلوية والمتكيفة، كما يقل تركيز الخلايا اللمفاوية فيه، ويقل نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية، ويقل إنتاج الإنترلوكين (1) و (2) وقد ثبت أيضاً قلة الاستجابة للخلايا النتروفيلية لقتل البكتيريا والفطريات وبالتالي زيادة معدل العدوى.
وبالنسبة للنحاس، فإن نقصه يؤدي إلى نقص في كريات الدم البيضاء، ونقص في الخلايا النتروفيلية، كما تقل إنتاج خلايا الماكروفيج و (T) المساعدة و (T) المحلِّلة. وقد أثبتت الدراسات أن هناك نقصاً في الاستجابة الخاصة بالأجسام المضادة وقلة وظيفة غدة الثيموس، وبالتالي تزيد العدوى عن طريق تقليل المناعة الخلوية.
ماذا عن نقص اليود؟
أما بالنسبة لنقص اليود، فيرى محيسن أنه يؤدي إلى تقليل نشاط الخلايا البيضاء عديدة النواة (النتروفيلية) كما أن نقص المغنيسيوم يقلل من تركيز الـ (IGM) والـ (IGG) في البلازما، ويقلل من عدد الخلايا البيضاء (B) كما تقل المناعة المتكيفة وتقل وظيفة غدة الثيموس، ويحدث نقص في الاستجابة المناعية وزيادة الإصابة بالعدوى.
وقد ثبت أن نقص السيلينيوم يُضعف من وظيفة الفاغوسيتوزيز، ويُكبت وظيفة الخلايا (T) ويُحدث نقصاً في الـ (IGM) والـ (IGG) ويقلل من وظيفة المناعة. أما بالنسبة للزنك، فإن نقصه يؤدي إلى كبت المناعة، وكبت الاستجابة لخلايا (T) والخلايا النتروفيلية، ويقل نشاط الغدة الثيموسية وتقل عملية إنتاج الخلايا البالعة.
أهمية العناصر الغذائية
أجريت العديد من الأبحاث والدراسات على تأثير إضافة أو نقص لبعض العناصر الغذائية الضرورية التي تستخدم في كثير من الأحيان بواسطة الأفراد كمواد مكملة أو مضافة مثل الفيتامينات أو مضادات الأكسدة وغيرها على الجهاز المناعي في الجسم، وقد وجد أن استخدام فيتامين (A) مثل: الجزر والفليفلة الحمراء والبطاطا الحلوة والخضراوات الخضراء الداكنة، والسيلينيوم كما في المكسرات مثل: الجوز البرازيلي والسردين والمأكولات البحرية يؤدي إلى زيادة إنتاج الأجسام المضادة وزيادة في تكاثر الخلايا اللمفاوية، وعند استخدام تعزيزات فيتامين (A) و (E) معاً تبيّن أن هناك ضعفاً في إنتاج الأجسام المضادة والفاغوسيد وزيارة طفيفة في وظيفة النتروفيل، بحسب محيسن.
أبرز التوصيات
عند زيادة استخدام الدهن مع فيتامين (A) يؤدي هذا إلى تشجيع تكاثر الليمفوسايت الذي كان قد أحبط بتأثير الدهن المرتفع، وقد ثبت فعلاً نتيجة عدة أبحاث أن استخدام فيتامين (E) مع الغذاء المرتفع في الأوميغا 3 يؤدي إلى الاستجابة المناعية (زيادة الأجسام المضادة) وزيادة تكاثر الخلايا اللمفاوية.
لذلك، ينصح الأخصائي باستخدام الأغذية المضادة للأكسدة مثل: الخضار والفاكهة وخاصة الرمان والمكسرات الغنية بالسيلينيوم كاللوز والجوز والبندق والتركيز على الأسماك وزيت الزيتون وزيت الكولزا لغناهما بالأحماض الدهنية غير المشبعة ومتعددة اللاإشباع على التوالي.
كما ويجب التركيز على الأغذية الغنية بقيتامين (C) مثل: البرتقال والليمون والفليفلة الحلوة، ولكن ما يفضله محيسن تناول أو أخذ احتياجاتنا من هذه العناصر الغذائية والفيتامينات من الأغذية أفضل من الحصول عليها من المكملات الغذائية.
(فوشيا)