حملة «يوم دون مكياج» بعد تعرض مذيعة للتنمر في تونس

حالة من التضامن العام سادت مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تعرض المراسلة التونسية فدوى شطورو للتنمر بعد ظهورها عبر التلفزيون التونسي وشعرها غير متناسق خلال نقلها وقائع التفجير الانتحاري الذي حصل في محيط السفارة الأميركية في تونس.

وقال رواد مواقع التواصل الاجتماعي إن الصحافية في التلفزيون الوطني التونسي تعرضت لحملة من التشويه والتنمر بسبب مظهرها خلال تغطيتها للعملية الإرهابية التي وقعت.

وأوضح رواد التواصل والمتضامنين مع المراسلة التونسية، أنها عرضت حياتها للخطر وذهبت للتغطية الميدانية دون تردد لإظهار حقيقة الحادث دون اكتراث إلى مظهرها أو لتسريحة شعرها، لكون همها الأول هو تغطية الحدث وتوضيحه للمشاهد.

واعترض رواد التواصل على التنمر الذي تعرضت له المراسلة التونسية خلال ظهورها بشكل غير مهندم أمام كاميرات التلفزيون التونسي اليوم لتغطية الحادث الإرهابي الذي وقع بالأراضي التونسية.

كذلك أطلقت مواقع وصحف تونسية حملة لدعم فدوى، منوهة بكفاءتها وحرصها على إيصال الخبر للمشاهد بكل مهنية ومصداقية.

وعلق الصحافي التونسي صغير الحيدري قائلاً «تهجم البعض على فدوى شطورو يبعث على الاشمئزاز… عمل جنود الميدان يقتضي السرعة. فليست محل استعراض لمقومات الجمال أو البوتوكس وغيره. كل التضامن مع زميلتي».
وإضافة إلى الدعم الذي تلقته فدوى من صحافيين ونشطاء تونسيين عانوا من نفس المشكلة، هب صحافيون من مؤسسات إعلامية عربية كبيرة إلى مساندتها مستنكرين تقديم «الشكل الخارجي على الجوهر».

ويرى نشطاء وصحافيون أن الحملة التي تعرضت لها مراسلة التلفزة الوطنية، «ما هي إلا نتاج سنوات من سطوة إعلام الإثارة على ملامح المشهد الراهن للقنوات التلفزيونية والمجلات».
فلم يغفل الإعلام العربي أهمية الشكل في جذب القراء ورفع عدد المشاهدات، فخصص له المساحة الأكبر، حتى بات المشاهد نفسه ينفر من المحتوى الجيد ويلتفت إلى المظهر، بحسب الناشط في المجتمع المدني تامر شما.

وعلى الرغم من أنهن لم ينكرن دور الإعلام في الترويج لـ«للقيم الاستهلاكية»، إلا أن بعض الناشطات اعتبرن أن مظهر فدوى لم يكن ليلقى كل ذلك الاستنكار إذا كان المراسل رجلاً.

وترى الصحافية التونسية أسماء صبري أن ما تعرضت له زميلتها من انتقادات ما هو إلا «جزء من حلقة العنف والتمييز المسلط على النساء».
وللمرأة العربية عموماً والصحافية خصوصاً حضور بارز على شاشات التلفاز لكن ظهورها الإعلامي اختزل، بحسب كثيرين، في قالب استهلاكي كرس الصورة التقليدية للمرأة.

 

(سيدتي)

شاهد أيضاً

رغم فقدان البصر.. طفلة لبنانية تحرز جائزة الإملاء في فرنسا

تفوقت الطفلة اللبنانية دوميتي نورالدين، البالغة 12 سنة، مؤخرا، على زملائها في الدراسة، وحصدت جائزة …