الحياة أصبحت سريعة، اليوم مزدحم بالمهام والضغوط، ما يسبب انشغال الأب والأم عن الأطفال، في الحقيقة إن الجميع مشغولون، ولكنّ الأطفال يتوقعون التواصل مع الأم والأب ويحبون الشعور بأنهم يمثّلون أولوية بالنسبة إلى آبائهم، وأن آباءهم يعرفونهم ويهتمون بتفاصيل حياتهم.
الحقيقة، إن الانشغال عن الأطفال يفقدك الكثير من متعة الرحلة، تفاجئين أن أطفالك يكبرون، يحققون النجاحات، تتغير شخصياتهم وأنتِ لا تتذكرين الكثير من الذكريات بينكم، أو أنكِ لم تشاركي بما يكفي في حياتهم، كيف تأتي هذه الصحوة متأخرة؟ بسبب المبررات الكاذبة التي ترددها الأمهات للاستمرار في الانشغال عن أطفالهن، وهي:
1- أنا مشغولة، إذن أنا أشاركهم
الانشغال لا يعني أنكِ تشاركين أطفالك حياتهم، وهذا فخ تقع فيه الكثير من الأمهات، فهن يعتقدن أن أي مهمة ينجزنها، تساوي مهمة التواصل مع أطفالهن ومشاركتهم، وهو أمر غير صحيح.
ففيما أن المسؤوليات والمهام التي تشغلك هي جزء من حياة أسرتك، يُعد الانشغال أمراً طبيعياً، أما المشاركة فهي فعل متعمَّد، أنتِ تفسحين الوقت وتبذلين الجهد من أجل التواصل مع أطفالك، من أجل مشاركتهم.
2- نحن نتحدث، إذن نحن نتواصل
التواصل مع طفلك يتطلّب الحديث معه، ولكن التواصل ليس مقتصراً على الحديث فحسب.
وعلى الرغم من أنكِ قد تتحدّثين يومياً إلى طفلك عن تفاصيل يومه، لكن التواصل يحتاج منكِ إلى الإنصات لطفلك، الاستماع إلى مشاعره وأفكاره وتفهّمها واحترامها، أن تمنحي طفلك الوقت والفرصة للتعبير عما يدور داخل قلبه وعقله، وأن تستمعي إليه بقلبك لا بآذانك فقط.
3- أنا أحبه، إذن أنا أعرفه
أحد المشاكل الخطيرة التي تقع فيها الأمهات هي افتراض أنها تعرف طفلها جيداً، فقط لأنها تحبه، وأنها حوله دائماً، إذا كنتِ تفكرين بهذه الطريقة، عليكِ التوقف قليلاً والتركيز على طفلك، وستكتشفين عنه الكثير.
والسبب وراء فقدان هذه التفاصيل هي الانشغال عن الطفل، ونسيان الغرض الأساسي من الأمومة، الذي لا يقتصر على الرعاية فحسب، وإنما معرفة الطفل وتعزيز العلاقة معه.
اعلمي أن معرفتك لطفلك لا تحدث تلقائياً، فهي مهارة تدوم مدى الحياة، وهي تحتاج منكِ إلى الكثير من الوقت والجهد لمحاولة معرفة احتياجات ورغبات طفلك، أفكاره، مشاعره، ما يحبه، وما يكرهه.
(نواعم)