بعد يوم طويل من العمل الشاق، نلجأ لبعض الحركات كي نستعيد نشاطنا، مثل طقطقة بعض الأجزاء من الجسم، كالرقبة وأصابع اليدين والقدمين، وهي عادة اعتدنا عليها وتوارثها البشر جيلاً بعد جيل.
وفي عصر الثورة العلمية، نكتشف كل يوم بعض المخاطر الناجمة عن هذه العادات اليومية، منها ما سنتحدث عنه اليوم وهو مخاطر طقطقة الرقبة، وسنوردها بحسب صحفية “ذي صن” البريطانية.
هناك نماذج حقيقية من أرض الواقع، تحذر من هذه العادة التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث الجلطة الدماغية، مثل الشاب جوش هادر 28 عامًا، الذي كاد يفقد حياته بعد إصابته بتمزق في الشريان نتيجة كسر عنقه، بعد قيامه بطقطقة الرقبة، والنتيجة إصابته بجلطة دماغية، وتمزق في الشريان الفقري.
وفي حالة مشابهة، أصيبت المسعفة ناتالي كونيكي 23 عامًا، بالشلل بعد ما قامت بطقطقة رقبتها وأصيبت بسكتة دماغية على الفور.
تتحدث البروفيسور كريستين روف من جامعة كيلي، عن سبب ضرورة تجنب هذه العادة، وخصوصًا عندما تحدث عن قصد، وبالرغم من أن هذا المصطلح قد يشير إلى حركة عنيفة، فإن الصوت المنبعث منها، لا ينتج عن تحرك العظام أو الأربطة، ولكنه يحدث بسبب امتداد بسيط، يؤدي إلى فصل مؤقت للمفاصل وحدوث فقاعة غازية.
تمزق البطانة الداخلية للشريان
قد ينتج عن هذه الحركة ارتياح بسيط، وإحساس بتخفيف التوتر والحد من آلام الرقبة، لكنها في المقابل تؤدي إلى تمزق في البطانة الداخلية للشريان؛ ما يؤدي إلى تشكل جلطات دموية.
وغالبًا ما تختفي هذه الأعراض دون التسبب في آلام تذكر، ولكنها مع الوقت تعمل على انسداد في شريان مجرى الدم؛ ما يؤدي إلى عدم وصول الدم إلى جزء معين من الدماغ، وبالتالي حدوث السكتة الدماغية.
وتتصل الشرايين الفقرية وهي الشرايين الرئيسية في الرقبة، بالشريان القاعدي الذي يزوّد الجزء الخلفي من الدماغ بالدم، وهو من الأجزاء التي تتعرض بشدة للإصابة عن طريق لف الرقبة أو ثنيها؛ لأنها تمر عبر الأنفاق أو القنوات العظمية في الأجزاء الجانبية للفقرات، وتمتد عندما يتم تحريك الرقبة يمينًا ويسارًا.
كما تتسبب هذه الحركة، في ضعف الأربطة التي تجمع المفاصل بين الفقرات؛ ما يجعل الشرايين أكثر عرضة للإصابة، ولا تعد طقطقة الرقبة من العادات التي تؤثر على العمود الفقري فحسب، بل تؤثر بالسلب على مهامه الوظيفية، كتقويم العظام والعمل على تخفيف آلام الرقبة كذلك.
وتشير النتائج إلى الربط بين طقطقة الرقبة والسكتة الدماغية، بعد أسابيع قليلة من إجراء هذه العادة، ناهيك عن من يكسرون أعناقهم كل يوم بأعداد كبيرة لا تعد ولا تحصى، لذا من الأفضل تجنب هذه العادة حتى لا يصاب الجسم بالمخاطر الصحية، حتى لو لم تظهر أي أعراض خطيرة، أو اعتدت عليها؛ لأنها عادة صحية لكنها محاطة بالمخاطر والجدل.
(فوشيا)