العائلة والأصدقاء والأقارب، موسيقى تصدح في المكان، إنه أهم أيام حياة أي شخص، إنه يوم الزفاف، والذي يملأ الفرح والحماس كل ثانية ولحظة فيه. لكن رجلاً اسكتلندياً حصل معه يوم زفافه ما لا يخطر على البال، وعلى إثر ذلك لم يتمكن من معرفة عروسه، ولا أن هذا هو أهم أيام حياته. لقد فقد الذاكرة تماماً ولم يعد يعرف ما الذي يحدث حوله في هذا اليوم.
ووفقاً لموقع «روسيا اليوم»، نقلاً عن صحيفة «ديلي ريكورد» البريطانية، أن «كريس مالون»، الذي يعيش في منطقة غرب لوثيان الاسكتلندية، كان قد دخل في غيبوبة جراء سقوطه عن ارتفاع يقارب الـ4 أمتار في نفس يوم زفافه، وذلك بعد أن تعثر عن درجات السُلم. وعندما استيقظ من الغيبوبة، لم يتمكن من التعرف على عروسه وحبيبته، أو على أي أحد من عائلته.
وفي تفاصيل الحادثة، أن مالون، كان يحاول مساعدة عامل الفندق الذي كان يجري فيه الزفاف، بحمل الهدايا العديدة التي تلقاها وعروسه في هذا اليوم، إلى أنه تعثر عن الدرج، وسقط في فجوة الدرابزين الذي يؤدي إلى القاعة التي يحدث فيها الزفاف عن ارتفاع قارب الـ4 أمتار.
الأطباء وصفوا ما حدث مع مالون، أنه كمن تعرض لحادث سيارة شديد جداً؛ إذ إن هذا السقوط المدوي، أسفر عن عدد كسور في جمجمة العريس الاسكتلندي، بالإضافة إلى كسور أخرى في الظهر والكتفين. كما تضرر كل من قلبه ورئتيه جراء السقوط. واستمرت غيبوبته طوال 10 أيام كاملة في قسم العناية المركزة في أحد مستشفيات المدينة.
عندما استيقظ كريس مالون من غيبوبته الطويلة، اكتشف الأطباء الذين كانوا يشرفون على حالته الصحية، أنه كان قد فقد ذاكرته بشكل جزئي. ما جعله لا يتمكن من تذكر أي شخص من عائلته أو أصدقائه، ومن بينهم «أفريل»، زوجته التي كانت قد صرحت لوسائل الإعلام المحلية قائلة: «كنت موجودة عندما استيقظ من غيبوبته، ورأيت كيف أنه شعر بحرج بالغ عندما أخبرته بأننا متزوجان، وهو لا يذكر أي شيء من هذا، ولا يذكر من أنا أصلاً».
بعد أن بدأت أفريل تيأس من استعادة زوجها لذاكرته، لاحت بارقة أمل في الأفق، عندما حاولت أن تذكره بلحن الأغنية التي رقصا عليها في زفافهما، وعلى غير ما كان متوقع، بدأ مالون بالفعل استعادة ذاكرته شيئاً فشيئاً، وفاجأ عروسه بأن بدأ الغناء معها في تلك اللحظة.
عندما بدأ كريس مالون بالتعافي التدريجي، بقي تحت إشراف الأطباء في المستشفى لعدة أسابيع، خاصة بعد أن أصابه التهاب رئوي حاد خلال تلك الفترة. لكنه صدم الجميع بأن كان خلال شهر واحد فقط جاهزاً للعودة إلى المنزل، وبالفعل عاد مالون إل منزله بصحة وذاكرة جيدة على الرغم من أن الأطباء لم يتوقعوا تعافيه قبل عام ونصف العام أو عامين من الحادثة.