مجاهدة، واجهت ظروف الحياة القاسية وتحمّلت مسؤولية أولادها لوحدها وضحّت من أجلهم وفضّلتهم على حياتها، فاستطاعت أن تنقلهم من بيئة “غير متعلمة” إلى أساتذة ثانوية تفتخر بهم، من منزلها في بلدة البازورية كان لـ “نسوة كافيه” هذا اللقاء الذي أجراه الصحافي علي عطوي مع الحاجة راجحة دياب (أم باسم) وكان هذا الحوار:
بدايةً، حدثينا كيف بدأت رحلة كفاحك؟
كان عمري 21 عاماً عندما استشهد زوجي (وهو بالمناسبة أول شهيد في معتقل أنصار في الجنوب عام 1982)، وكان لديّ 3 أولاد أكبرهم عمره 4 سنوات، فتحمّلت هم العائلة بنفسي وكانت رحلة طويلة من الشقاء .
ما هي الأعمال التي عملتِ بها؟
تنقّلت بين عدد من الأعمال فعملت “بالفاعل” في البساتين ومن ثم عاملة تنظيف في احدى المدارس وكذلك في احدى المستشفيات، كان هدفي أن أعيل عائلتي وأعلمهم “ضليتني جاهد لشفت أولادي كبروا ومتعلمين وهيدي نعمة من الله” .
ما هي المواقف التي واجهتك خلال رحلة كفاحك؟
كانت مرحلة طويلة من المعاناة، ما زلت أذكر أنني كنت أصحو قبل طلوع الفجر وأحضّر الطعام لأولادي لأذهب باكراً إلى عملي وأعود ظهراً لأبدأ أعمالي المنزلية وهكذا، وقد كنت أتحمّل كثير من المصاعب كي لا أخسر “شغلي”، فقد كان صاحب العمل يفرض علينا أعمالاً إضافية شاقة ومتعبة ومن المواقف التي ما زالت عالقة في ذاكرتي أنني قمت بـ “تنزيل” كمية كبيرة من البلاط من كميون كبير أمام قصر صاحب العمل، كنت أنقلهم وأنا أبكي من شدة تعبي .
هل قدّر أولادك تضحياتك؟
طبعاً، منذُ صغرهم وحتى اليوم يقدرون حجم تضحياتي أمامهم، وما زلت أذكر المسابقة الإنشائية التي شارك بها إبني باسم وفاز بالمرتبة الاولى على صعيد لبنان وكتب موضوعاً مؤثراً عن الأم، وعندما أصبحوا شباباً في الجامعات بدأوا بمساعدتي في الإنتاج كي “نقف على اجرينا”، ومع أنّ ابني الكبير باسم يحب الإختصاص الأدبي، إلا أنه فضّل هو وأخوه خليل أن يختارا الإختصاص العلمي كي يتمكنا من تحقيق ظروف معيشية أفضل، وها هم اليوم أولادي أساتذة ثانوي (في ملاك التعليم الرسمي) وأنا فخورة بهم .
ماذا تفعلين اليوم؟
منذ أكثر من 15 عاماً وأنا لا أعمل، “أولادي مش قبلانين اشتغل وكافييني، نعمة من الله بعتلي أولاد ريحوني، البازورية كلها بتعرف التعب اللي تعبتو ادام اولادي ما فيه امرأة تعبتو ادام اولادها، والحمدلله تعبت ادامن وصبرت ولقيت” .
(خاص – نسوة كافيه)
إن حقوق الملكية الفكرية محفوظة لمجلة (نسوة كافيه)، وخاضعة لقانون حماية الملكية الفكرية اللبناني رقم 75/99 تاريخ 03/04/1999، ولا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام المحتوى وإعادة نشره، واي تعدي على هذه الملكية يؤدي الى ملاحقة قانونية والمطالبة بالحقوق المتصلة.