فاجأت دراسة علمية فرنسية حديثة الكثيرين بسبب نتائجها التي توصلت إليها والمتعلقة باحتمالية زيادة خطر الإصابة بمرض السرطان عند تناول كميات كبيرة من عصائر الفواكه والمشروبات السكرية.
الدراسة التي نقلتها صحيفة “الغارديان” البريطانية، مساء الأربعاء، وأجريت في جامعة السوربون، بينت أن هناك ترابطًا بين الاستهلاك المنتظم لكل أنواع المشروبات السكرية واحتمال الإصابة بالمرض.
وأوضح القائمون على الدراسة بأنهم يقصدون بالمشروبات السكرية هي عصير الفاكهة والمشروبات الغازية، وكذلك مشروبات الطاقة.
وتوصلت الدراسة الفرنسية إلى هذه النتائج بعدما تابعت 100 ألف حالة على مدار 5 سنوات، ثم تم نشرها في المجلة الطبية البريطانية، خاصة وأنها تعد أول دراسة تكشف وجود علاقة واضحة بين تناول السكر ومرض السرطان.
وجمع الباحثون بيانات استبيان تناول صحة تغذية عشرات الآلاف من الفرنسيين البالغين، وكان 79% منهم نساء، حيث كان على المشاركين تعبئة بيانات عن صحتهم وغذائهم مرتين خلال 24 ساعة، لمعرفة مقدار استهلاكهم من الطعام والشراب ونوعيته، وأثر ذلك على صحتهم، وجرى تشخيص 2200 حالة سرطان خلال الدراسة، بما في ذلك 693 سرطانًا من الثدي.
الدراسة الجديدة خالفت بعض الدراسات الطبية السابقة التي ربطت بين تناول المشروبات السكرية والسمنة، التي تؤدي في نهاية المطاف إلى السرطان، لكن الباحثين الفرنسيين يقولون إن السكر يؤدي بنفسه إلى السرطان.
وأكد الباحثون بأن هناك صلة بين السرطان وتناول عصائر الفواكه بشكل قوي، تمامًا مثل الكولا، وتبين ذلك بعد تقسيم العينة التي تشرب السكريات إلى واحدة تتناول العصائر فقط، وأخرى تتناول الكولا وحدها.
غير أن المسؤولة الأولى عن الدراسة، وهي الدكتورة ماتيلدا توفير أجابت عن تساؤل مهم طرحه الكثيرون: هل ينبغي عدم تناول هذه المشروبات نهائيًا؟، لتُجيب بأن الفكرة ليست تجنبها بل “التوازن في استهلاكها”.
وأوضحت “توفير” أن التوصية التي تؤكد عليها العديد من وكالات الصحة العامة هي استهلاك أقل من كوب واحد من هذه المشروبات يوميًا، وفي حال كان الشخص يتناولها بين الحين والآخر فذلك أفضل، ولن يواجه أية مخاطر.
وأشارت الباحثة الفرنسية إلى أن شرب كوب واحد يوميًا من هذه المشروبات، يرفع احتمال خطر الإصابة بمرض السرطان، مشددة في الوقت نفسه على أن عصائر الفواكه أفضل قليلًا من المشروبات الغازية، ذلك أنها تحتوي على فيتامينات وألياف.
(فوشيا)