تربوية أدّت رسالتها بإخلاص، أفنت حياتها في تربية الأجيال، استطاعت أن تتحمّل مسؤولية عائلتها إثر وفاة زوجها مبكراً، فكانت خير مثال للمرأة الجنوبية المكافحة، من منزلها في بلدة البياض كان لـ “نسوة كافيه” هذا اللقاء الذي أجراه الصحافي علي عطوي مع السيدة عواطف درويش، وكان هذا الحوار:
بداية، هل من نبذة تعريفية عنكِ؟
تربوية وأم لثلاثة أولاد، عشت طفولتي ونشأت في الكويت بحكم عمل والدي، وتعلمت وحصلت على إجازة في الكيمياء الحياتية، وعملت لمدة 5 سنوات في احدى مستشفيات الكويت، وبعد زواجي قرر زوجي أن نعود إلى لبنان وكان كل شيء على ما يرام، قبل أن يتوفى عام 1989 نتيجة “سكتة قلبية مفاجئة”، من هنا بدأت رحلتي مع الحياة فتحمّلت مسؤولية الأولاد .
ماذا تقولين عن هذه المرحلة من حياتك؟
مرحلة صعبة جداً، لأن “المسؤولية كبرت، فقررت أن أكون “قد حالي”، وربّي أولادي الثلاثة وعلّمهم، وساندني وقتها أبي وعائلتي، وكان تفكيري دائماً أن أوفّر الراحة لأولادي كي لا يتأثروا بغياب والدهم، وأصعب أمر كان الإنتقال من مجتمع إلى مجتمع آخر، حيث أنني عشت حياتي في الكويت .
كيف تختصرين مسيرتك التربوية منذ إنطلاقتك في التعليم وحتى التقاعد؟
بدأت مسيرتي هنا في حقل التعليم من خلال مدرسة البياض الرسمية وكان ذلك عام 1990، وتمّ تثبيتي عام 1996 وتسلّمت إدارة المدرسة عام 2002، وهكذا ازدادت المسؤولية على عاتقي بحكم الإدارة وأعبائها، إلى أن تقاعدت في العام الماضي (2018) .
بعد تقاعدك، كيف تقضين أوقاتك؟
أعيش حالياً فترة راحة واستجمام وأمارس هوايتي في زراعة الأزهار حول المنزل، ولديّ 7 أحفاد أربيهم وأقضي معهم أوقاتي، لكني أتمنى أن أعود ناشطة في المجتمع .
كتربوية وأم، كيف تصفين حال الأمومة اليوم، وما الذي تغيّر بين الماضي والحاضر؟
الأم قديماً كانت “أحنّ” على أولادها، فاليوم إذا أرادت أن ترتاح الأم من أولادها تعطيهم “الآيباد”، وتقضي معظم أوقاتها بجلسات “الأراغيل”، فهناك أمهات “ما بيعرفو ابنهم وين عم يضهر، وشو عم يعمل”، في وقت أصبحت فيه العاملة المنزلية “مستلمة” شؤون البيت والأولاد، وتفشت ظاهرة الطلاق بسبب مواقع التواصل الإجتماعي من جهة، والغيرة بين النساء من جهة ثانية، وأصبحت المرأة تفكّر بنفسها و “تحب حالها” فقط دون أن تأخذ بعين الإعتبار أولادها الذين تحوّلوا إلى ضحايا لهذه التغيرات التي أصابت دور الأمومة في مجتمعنا .
ما هي رسالتك لكل امرأة؟
أن تعود لتأخذ مكانتها كأم في البيت، وتراعي شؤون زوجها وتكون سنداً لعائلتها وأولادها، وأن لا تكون متطلبة .
(خاص – نسوة كافيه)
إن حقوق الملكية الفكرية محفوظة لمجلة (نسوة كافيه)، وخاضعة لقانون حماية الملكية الفكرية اللبناني رقم 75/99 تاريخ 03/04/1999، ولا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام المحتوى وإعادة نشره، واي تعدي على هذه الملكية يؤدي الى ملاحقة قانونية والمطالبة بالحقوق المتصلة.