حضور إجتماعي بارز وأناقة لافتة، سيدة دفعها الحب من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، فتحوّلت إلى جسر للتواصل بين ضفتي الوطن، من منزلها في بلدة مزرعة مشرف كان لـ “نسوة كافيه” هذا اللقاء الذي أجراه الصحافي علي عطوي مع السيدة مهى طالب وزني (أم عقيل) وكان هذا الحوار:
بدايةً، باعتبارك تنحدرين من قرية “تكريت” العكارية في الشمال اللبناني، ما هي الفوارق المجتمعية بين الجنوب والشمال، وكيف تأقلمتِ في المجتمع الجنوبي؟
في الفترة الزمنية التي أتيت بها إلى هنا في السبعينيات، كان المجتمع “غير منفتح” شمالاً وجنوباً، وكانت خطوتي في الزواج من خارج منطقتي كسراً لعادات عائلية في الشمال، ولكن قصة الحب التي عشتها مع زوجي الراحل أبو عقيل وامتدت لخمس سنوات قبل الزواج كانت أقوى من أي تقاليد إجتماعية، وكان الجنوب في تلك الفترة يشبه كثيراً عكار لناحية الحرمان، ومن شدة حبي لزوجي تأقلمت في الجنوب وأحببت مزرعة مشرف، وربّيت عائلة مكوّنة من 5 أولاد على حب الوطنية وبعيداً عن المذهبية.
لديكِ حضور إجتماعي بارز في بلدتك والمنطقة، حدثينا عن نشاطك الإجتماعي؟
ألبّي كل الدعوات وأكون حاضرة في كل المناسبات، وأشارك في الأفراح والأتراح، وناشطة في العديد من الجمعيات كالحركة الثقافية في لبنان ونادي روتاري صور – أوروبا ومتطوّعة في الصليب الأحمر اللبناني، وإنطلاقاً من حبي للعمل الإجتماعي، سعيت لإنشاء نادي ثقافي رياضي في مزرعة مشرف، وقد أنجزنا العديد من المشاريع كزراعة الأشجار على مدخل البلدة وغيرها… ويمكنني أن أعيد هذا الحضور الإجتماعي كوني تربيت في بيت منفتح على الثقافة والعلم وانتقلت بعد زواجي إلى بيت يشبه بيتنا وزوج لديه نفس الطباع .
باعتبارك من أول النساء الذين خاضوا تجربة الترشح للإنتخابات البلدية، حدثينا عن تجربتك؟
ترشّحت للإنتخابات البلديّة لأول مرة عام 2004 ولكن لم يحالفني الحظ وقتها، وكانَ ذلك بناءً لرغبة زوجي قبل وفاته في نفس السنة، وكان رحيله صاعقة عليّ، لكنّ وجود الأصدقاء والأوفياء والمحبين أعطاني قوة، وفي عام 2010 خضت الإنتخابات البلدية مجدداً كما كان يتمنى زوجي ولأنني أحب العمل البلدي لضيعتي، وفزت وعملت بكل إخلاص وتابعت كل الأمور الإنمائية للمزرعة، ونفّذت العديد من المشاريع بمساعدة اليونيفيل واتحاد بلديات قضاء صور، ولعلّ أكثر مشروعين أفتخر بهما، مشروع الملعب “الميني فوتبول”، ومشروع محطة تكرير مياة الشفه التي تعتبر من أهم المحطات الموجودة في المنطقة، وفي دورة عام 2016، لم يحالفني الحظ بعدما تمت محاربتي من قبل البعض، غير أنني أنوي الترشّح للإنتخابات القادمة، “إذا الله أعطاني عمر” .
عُرِفَ عنكِ مهاراتك في الأكل، حدثينا أكثر؟
أعمل مونة البيت بنفسي وأهتم بكل التفاصيل، وقد تعلّمت مهارات الأكل من الحاجة أم مسلم امرأة عمي (والدة زوجي) التي كانت مميزة في الملقى الحلو والأكل الطيب، وتعلمت منها الفراكة الجنوبية وكبة العدس وغيرها من المأكولات .
لديكِ 13 حفيداً، ما هي القيم التي تربّينها لهم؟
أربيهم على حب الوطن، وحكمتي في الحياة التي أعلمها لأحفادي كما علمتها لأولادي، “ازرع جميلاً ولو في غيرِ موضعه، فلا يضيعُ جميلُ أينما زرعا” .
ما هي رسالتك لكل امرأة ؟
طالما المرأة لديها مقدرة تكون وتوصل ما توقف بكل الأعمال الخيرية والإجتماعية والإنسانية، “ما فيه امرأة ما عندها مقدرة، إلا المقموعة أو المعنّفة”، فالمجتمع امرأة ومبدئي في الحياة أنّ المرأة هي أساس الحرب والسلم .
(خاص – نسوة كافيه)
إن حقوق الملكية الفكرية محفوظة لمجلة (نسوة كافيه)، وخاضعة لقانون حماية الملكية الفكرية اللبناني رقم 75/99 تاريخ 03/04/1999، ولا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام المحتوى وإعادة نشره، واي تعدي على هذه الملكية يؤدي الى ملاحقة قانونية والمطالبة بالحقوق المتصلة.