بين هذا وذاك تتضح الرؤية عند المتخصصين، الذين يبرئون جلد الدجاج من تلك الاتهامات، وفي الوقت نفسه يطالبون بالاعتدال في تناوله. د. شيرين علي زكي، رئيس لجنة سلامة الغذاء والمتابعة الميدانية بالنقابة العامة للأطباء البيطريين المصريين، قالت خلال تدوينة عبر “فايسبوك”: “تناولت الشائعات مؤخراً كل ما يخص الدواجن من أعضاء أو جلد، وتبارى غير المتخصصين في تحذير الناس من مخاطرها القاتلة والمميتة، ما تسبب في فزع المواطنين ونفورهم من الدواجن”، مضيفة أن “ما أثير عن تركز الهرمونات في جلد الدواجن، فإن الدواجن المتواجدة في الأسواق تصل لتلك الأوزان في مدة قصيرة تقل عن شهرين نتيجة أنها من جدود مُحسنّة وراثياً، ولها معدل تمثيل غذائي عالي، ولم يعد استخدام الهرمونات معمولاً به أو متداولاً”.
وحذرت في تدوينتها من بعض الأمور التي تتسبب في مشاكل صحية، فكتبت “الإكثار من تناول جلد الدجاج يؤدي إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.. ويجب أيضاً عدم تناول جلد الدجاج المطهو في الزيت على درجات حرارة عالية، لأن ذلك غير صحي بالمرّة”.
ووفق دراسة طبية حديثة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، فإن تناول جلد الدجاج ليس سيئاً كما يعتقد الناس، فأكثر الدهون الصحية انتشاراً موجودة في جلد هذا الطائر، حيث يحتوي على حمض الأوليك “أوميغا -9” أحادي الإشباع، ولهذا الحمض عدة فوائد، من بينها تحسين القدرات العقلية، وتنشيط الذاكرة ومساعدة الدماغ على تأدية وظائفه والحفاظ على سلامة الأعصاب. كما يُقلل من مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين والجلطات والنوبات القلبية، ويقوي كذلك كفاءة الجهاز المناعي في مواجهة الأمراض. بخلاف أن جلد الدجاج يُعد مصدراً مهماً للدهون غير المشبعة، التي تلعب دوراً في تنظيم الهرمونات وتحسين المناعة وكثافة العظام.
وبحسب موقع find your balance health، فإن “جلد الدجاج” لا يجب التخلص منه نظراً لفوائده العديدة، فجلد الدجاج مفيد للقلب، كون دهونه غير مشبعة. وأيضاً لا يساعد على السمنة وزيادة الوزن، فالدجاج بجلده يوفر نحو 50 سعراً حرارياً، مقارنةً بذلك الخالي من الجلد، مع ملاحظة أنه عند طهي الدجاج بجلده، يجب عدم وضع الكثير من الملح، وعلى العكس تماماً في الدجاج بدون جلد، حيث يتم امتصاص الملح كاملاً ما يؤثر على الصحة، إلى جانب أن جلد الدجاج يعمل كقشرة خارجية للحفاظ على رطوبة لحم الدجاج، فيجب طهي الدجاج بجلده، فضلاً عن أن جلد الدجاج له نكهة لذيذة، تجعل الجسم يصل لحالة من الشبع والرضاء النفسي الذي يُغني عن تناول السكريات.
ويبدو أن جلد الدجاج يشغل اهتمامات كبيرة على الـ”سوشيال ميديا”، حيث غردت المستخدمة هبة على “تويتر” وقالت “الحقيقة إني من عشاق (جلد الدجاج). طعمه أحلى من الدجاج نفسه، لكننا تربينا على ثقافة تحذرنا من خطورة أكله، وأننا لازم (لابد) نتخلص منه، بس فعلاً الاعتدال في كل شيء لا يضر”. فيما كتب رفاعي “للأسف المشكلة مش في (جلد الدجاج)، ولكن في التربية الخاطئة للدواجن، لأن كل الدواجن دى متشبعة بالمضادات الحيوية، وللأسف الجلد يبقى وسيلة إخراج لبعض المضادات، وطالما لا نعلم مصدر وتربيه الدجاج جيداً، وسجل الدواء، وآخر فترة سحب يبقي نقول نتجنب أكله، ونحمى أهلنا من متبقيات الأدوية، لأن كل الأعلاف أيضاً عليها مضادات سموم وكوكسيديا وكلوستيريديا وخلافه”.
لم تختلف تدوينة رشاد عبر “فيسبوك” مع ما قاله رفاعي، حيث أكد أن “جلد الفراخ (الدجاج) تتركز فيه الدهون، والأزمة أن الدهون دي (هذه) تخزن الأدوية والمضادات الحيوية هي ونخاع العظم، وعندنا فيه إسراف في استعمالهم، ومحدش (لا أحداً) يراعي المدة البينية للتخلص منهما، عكس الدول الأوروبية، وعلشان كده مش بننصح بتناولها بكثرة، خاصة للمرضى والأطفال”.
وائل عبد الحميد – “شبكة الحياة الإجتماعية