قد تشعر الأم أن الشيء الأكثر بديهية وطبيعية يتمثل في إحضار مولودها الجديد إلى سريرها والنوم قربه، لمنح ذلك الكائن الصغير أكبر قدر من الراحة والطمأنينة والحميمية. والأم التي تفعل ذلك تعرف أن هذا التصرف يبعث الطمأنينة في الطفل الصغير الخائف ويتيح لها إرضاعه بسهولة من دون الحاجة إلى النهوض من سريرها والتوجه إلى غرفة أخرى في ساعات الليل الباردة، وهي نصف نائمة.
إلا أن أطباء الأطفال يشددون على ضرورة عدم فعل ذلك. ويجدر بالأم كبت غريزتها بإحضار الطفل إلى سريرها لأنها قد تعرض حياته للخطر. فمشاركة الطفل السرير نفسه مع أمه هو عامل خطر مسبب لموت المهد.
وأشارت الإحصاءات إلى أن نسبة الوفيات ترتفع كثيراً عند الأطفال الذين يتشاركون السرير نفسه مع أمهاتهم مقارنة مع الأطفال الذين ينامون لوحدهم في أسرّتهم. واللافت، أن نسبة الوفيات ارتفعت أكثر كلما كان السرير أضيق أو تناولت الأم مهدئات أو أدوية.
لذا، فإن المكان الأكثر أماناً للطفل هو المهد الموضوع في غرفة الأهل، بحيث تستطيع الأم سماع رضيعها كلما بكى وإرضاعه عند الحاجة قبل أن يعاود النوم مجدداً. غير أن العديد من الأمهات لا يستوعبن حقيقة الخطر المتمثل في مشاركة السرير نفسه مع الطفل وإمكانية تسبيب الموت له.
وهذا لا ينفي من دون شك، إمكانية حصول الوفاة عند المواليد الجدد على رغم نومهم في أسرّة منفصلة. فقد أظهرت الإحصاءات أن الأم المنهكة والمتعبة التي ترفع طفلها من مهده وتنقله إلى الأريكة لإرضاعه قد تشعر بالنعاس وتخلد إلى النوم تاركة طفلها على الأريكة قربها، ما يؤدي أحياناً إلى اختناق الطفل ووفاته لسوء الحظ. في هذه الحالة، يكون الإرضاع على الأريكة أكثر خطورة من النوم مع الطفل الصغير في السرير نفسه. لذا، يتوجب على الأم توخي الحذر عند حمل طفلها إلى الأريكة لإرضاعه والحرص على البقاء مستيقظة أثناء الإرضاع وعدم الاستسلام للنوم.
لكل هذه الأسباب، يبقى وضع الطفل الصغير في مهد قرب سرير الأهل أفضل حلّ على الإطلاق. فوجود الطفل في مهد منفصل قرب سرير الأهل يخفف كثيراً من خطر تعرض الطفل لموت المهد، شرط أن تتوخى الأم الحذر أثناء الإرضاع. وتقول الدراسات إن الوضعية المثالية لنوم الطفل في مهده تتمثل في وضعه على ظهره، فوق فراش صلب من دون وسادة. أما الأم التي ترضع، فعليها الحرص على عدم التدخين أو تناول المهدئات كي لا يؤثر ذلك في درجة وعيها أثناء إرضاع الطفل.
(لها)